2011/05/20

حكاية يهودية أسلمت

 


 
يالله.. ما أروع الهداية وإبصار النور والحق بعد الضلال.. ما أروع أن يجد المرء نفسه محاطاً بهالات ودفقات إيمانية تنعش نفسه وروحه، وتنتشر في جنباتهما بعد طول ظمأ وإقفار وإعياء ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾ .
تلكُم "مريم جميلة" ذاك النموذج الفريد للمرأة التي بحثت عن الحقيقة وصبرت وثابرت حتى عرفت الطريق إلى الله، وعلمت أنّ حياة المرء إمَّا له وإمَّا عليه، فاضطلعت بدورها في الحياة، امرأة مسلمة تدعو إلى الله، وتقاوم شريعة المبطلين ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.


" مارجريت ماركوس "
وُلدت "مارجريت ماركوس" ـ مريم جميلة ـ في نيويورك عام 1934م لأبوين يهوديين، وتلقَّت تعليمها الأولي في ضاحية "ويستشير" الأكثر ازدحاماً، كان سلوكها ونمط تفكيرها ينبئ منذ البداية بزلزال سيغيِّر حياتها ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويجذبها بعيداً عن مستنقع اليهودية، لتنعم هناك على مرفأ الإسلام، فقد انكبت على الكتب، وهي ما زالت صبية طريّة العود، وكانت تكره السينما والرقص وموسيقا البوب، ولم تضرب قط موعداً لمقابلة صديق، ولم تعرف طريقها إلى الحفلات المختلطة واللقاءات الغرامية!
تقول مريم: ( نمت لديَّ الرغبة منذ العاشرة في قراءة كلّ الكتب التي تتحدَّث عن العرب، فأدركت أنَّ العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً، لكن الإسلام هو الذي حوَّلهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم ) .
بعد نجاحها في الثانوية في صيف 1952م التحقت بقسم الدراسات الأدبية بجامعة نيويورك، ولكنها مرضت في العام التالي واضطرت لوقف دراستها لمدة عامين عكفت خلالها على دراسة الإسلام، وبعد ما عادت للدراسة وهي محمَّلة بتساؤلات كثيرة وحنين إلى العرب، التقت شابة يهودية كانت عقدت عزمها على الدخول في الإسلام، وكانت مثلها تحبّ العرب حباً عاطفياً، فعرَّفتها على كثير من أصدقائها العرب المسلمين في نيويورك، وكانتا تحضران الدروس التي يلقيها الحاخام اليهودي، والتي كان موضوعها "اليهودية في الإسلام" وكان الحاخام يحاول أن يثبت لطلبته تحت شعار "مقارنة الأديان" أنَّ كلّ صالح في الإسلام مأخوذ مباشرة من العهد القديم (التلمود) وهو التفسير اليهودي للتوراة. وكان الكتاب المقرَّر الذي ألَّفه الحاخام به بعض الآيات من القرآن الكريم، ليتبع أصول كلّ آية من مصادرها اليهودية المزعومة.

زيف وتناقض
بالإضافة إلى هذا كانت الصهيونية تبثُّ أفكارها بكلّ حرية عن طريق الدعايات في الأفلام والمطويات الملوّنة التي كانت تدعو إلى الدولة الصهيونية وترحِّب بها. لكن الأمر كان بالنسبة لها مختلفاً، فقد رسخت هذه الأفعال في ذهنها تفوُّق الإسلام على اليهودية، إذ إنَّ الصهيونية حافظت دائماً على طبيعتها القبلية الضيقة، وفي كتبهم التي تدوِّن تاريخ اليهود أنّ إلاههم قبلي خاص بهم!!
ومن المفارقات العجيبة أنَّ رئيس وزراء إسرائيل السابق "بن جوريون" كان لا يؤمن بإله معلوم له من الصفات الذاتية ما يجعله فوق الطبيعة، ولا يدخل معابد اليهود ولا يعمل بالشريعة اليهودية، ولا يراعي العادات والتقاليد، ومع هذا فإنَّه معتبر لدى الثقات عند اليهود التقليديين الذين يعتبرونه أحد كبار اليهود في العصر الحاضر، كما أنَّ معظم زعماء اليهود يعتقدون أنَّ الله وكيل للعقارات، يهبهم الأرض ويخصهم بها دون غيرهم!!
كلّ هذه المتناقضات جعلتها تكتشف زيف اليهود سريعاً، واكتشفت أيضاً حقد العلماء اليهود على المسلمين وعلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ لذا كانت الهوة تتسع مع مرور الوقت، ويزداد النفور كلما اقتربت وتعمَّقت في أفكارهم.
قرأت مريم ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية للأستاذ "محمد بيكتول"، فوقع في قلبها أنَّ هذا كتاب سماوي من لدن حكيم خبير لم يفرِّط في الكتاب من شيء، وأصبحت تتردد بشكل يومي على مكتبة نيويورك العامة، تنهل العلم من أربعة مجلدات مترجمة لـ "مشكاة المصابيح" وجدت فيها الإجابات الشافية المقنعة لكلّ الأمور المهمة في الحياة، فزاد شعورها بضحالة التفكير السائد في مجتمعها، الذي يعتبر الحياة الآخرة وما يتعلَّق بها من حساب وثواب وعقاب ضرباً من الموروثات البالية، وازداد اقتناعها بخطر الاستسلام لشهوات النفس، والانغماس في الملذات الذي لا يؤدي إلاّ إلى البؤس وسوء السبيل.

الله أكبر ..ولدت مريم !
وفي يومٍ من أيام عام 1961م حسمت "مارجريت" أمرها واتخذت قرارها، فتوجهت إلى مقر البعثة الإسلامية في "بروكلين" بنيويورك، وأعلنت إسلامها على يد الداعية "داود فيصل"، وأصبح اسمها "مريم جميلة". في العام التالي هاجرت مريم إلى باكستان بدعوة من الشيخ أبي الأعلى المودودي، ثمَّ تزوجت الداعية الإسلامي "محمد يوسف خان" وأنجبت منه أربعة أطفال.
قالت مريم بعد أن سكنت نفسها واطمأنت روحها ببرد الحقيقة العذبة :
( رغم أنّ باكستان شأنها شأن أيّ بلد مسلم آخر، تزداد باستمرار تلوثاً بقاذورات أوربا وأمريكا الكريهة، إلا أنَّها تجعل من الممكن للمرء أن يعيش حياة متفقة مع تعاليم الإسلام. أعترف أنّني أحياناً أفشل في جعل حياتي اليومية تتفق تماماً مع تعاليم الإسلام، ولكني أعترف بالخطأ بمجرّد ارتكابي له، وأحاول قدر استطاعتي تصحيحه).
تفاعلت جميلة مع أحداث العالم الإسلامي وتياراته الفكرية، فقالت في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين: ( اتبعوا هدى القرآن والسنة، ليس كمجموعة من الشعائر فقط، بل كمرشد عملي للسلوك في حياتنا اليومية الخاصة والعامة، اتركوا جانباً الخلافات.. لا تضيِّعوا وقتكم الثمين في الأشياء غير المجدية، وبمشيئة الله سيتوِّج المولى حياتكم بالفلاح العظيم في الحياة الدنيا، وبالفوز الأعظم في الآخرة ).
ولم تنسَ مريم موطنها الأصلـي، فقد بعثت برسالـة إلى والديها في مارس 1983م تقول فيها: ( لا بدّ أن تعرفا أنَّ المجتمع الذي نشأنا وعشنا فيه كلّ حياتنا يشهد حالة من التفسخ السريع، وهو الآن على شفا الانهيار. إنَّ أمريكا الآن تكرار لروما القديمة في المراحل الأخيرة من انهيارها، والأمر نفسه يصدق على أوربا وأيّ مكان تغلب عليه الثقافة الغربية. لقد فشلت العلمانية والمادية أن تكونا أساساً لنظام اجتماعي ناجح ).

2011/05/17

قصة إسلام بطل الكاراتيه العالمي أحمد كمال أوكاموتو

صورة للكابتن (( احمد )) وهو يصلى
هل لنا أن نعرّف قراءنا أكثر إلى شخصكم؟


ولدت لأبوين بوذيين يهتمان بتربية أبنائهما تربية أخلاقية قويمة.. أحببت الكاراتيه منذ صغري وتعلمت في أكبر المدارس اليابانية المتخصصة في تدريس أصول اللعبة،وحصلت من هذه المدرسة على شهادة تمنحني لقب خبير في اللعبة، وتابعت تعليمي لكل أسرار اللعبة حتى حصلت على ما يشبه درجة الدكتوراه حسب قوانين اللعبة، وتدرجت بين ألقاب اللعبة حتى وصلت الآن إلى درجة خبير أول في اللعبة ورابع شخص على مستوى العالم في مراتبها، وأعمل حالياً مديراً فنياً لمنتخبات الكاراتيه المصرية ومحاضراً زائراً لمدربي لعبة الكاراتيه في المنطقة العربية، وبمجرد اعتناقي الإسلام غيرت اسمي من هديكو أوكاموتو إلى أحمد كمال أوكاموتو.

2011/05/05

شيوعي سابق اعتنق الاسلام

ولد منصور اسكوديرو في بلدة الماشار ضاحية مالقة (الاندلس ,جنوب) شيوعي سابق اعتنق الاسلام سنة 1979 وهو طبيب نفسي تخرج من جامعة كومبلوتنسي في مدريد سنة 1973
توفي الاحد 03 اكتوبر 2010 عن سن تناهز 64 سنة


يعد منصور إسكوديرو من الوجوه البارزة والقادة التاريخيين للتواجد الإسلامي في إسبانيا بعد انتقال هذا البلد إلى الديموقراطية والتعددية الدينية نهاية سبعينات القرن الماضي حيث  كان من المؤسسين للتمثيليات الإسلامية في إسبانيا وقد شغل العديد من المناصب القيادية فيها.وكان منصور إسكوديرو يرأس إلى حين وفاته المجلس الإسلامي في إسبانيا (خونتا إسلاميكا)، وهي هيئة تتكون في غالبيتها من الأسبان الذين اعتنقوا الإسلام، كما كان من المشرفين على موقع إسلام ويب، ومن المؤسسين لمعهد حلال المختص في مراقبة مدى استجابة الأغذية لمعايير الشريعة الإسلامية.كما عرف  بدفاعه المستميت من أجل إعادة فتح المسجد الجامع في قرطبة في وجه المسلمين من أجل الصلاة إلى جانب المسيحيين الذين يترددون على هذا المسجد،

2011/03/20

الألماني ماركوس أصم وأبكم يعتنق الإسلام









كانت البداية مع سليمان فقد جلس كعادته يتصفح الإنترنت حتى تعرف على موقع خاص بالصم والبكم " باللغة الإنجليزية " وأخذ يجول باحثاً عن رسالة يقدمها للإسلام والمسلمين كان ينتقل من موقع إلى آخر تماماً كمحترفي صيد اللؤلؤ من أهل الكويت، بحرفية شديدة وصبر عميق وتصميم على الوصول إلى الهدف.
وبعد فترة من البحث استطاع سلمان في الالتقاء بأحد الشباب الألمان ويدعى ماركوس وتم التعارف بينهما من خلال اللغة الإنجليزية، ولكن ما هذا الذي يكتبه الألماني على شاشة الكمبيوتر ..! إنه يبحث عن راحة وتغيير لهذا الجو المفعم بالحرية الزائفة و يرغب في بناء صداقة جديدة بعيدة عن أصدقاء الشرب والسكر والجنس، إنه يريد الراحة النفسية.. نعم إنه ليس لدية من وسائل الاتصال البشرى للتعبير غير حاسة البصر والقراءة والكتابة فقط " ذلك فضل من الله تعالى... أي أنه أصم وأبكم أيضاً مثل سلمان، يا سبحان الله هذا أمر عجيب ومدهش.. بل وغريب... بل هو خيال من الخيالات وأسطورة الأساطير، لا بل هي الحقيقة في أجل معانيها.


زيارة للكويت

تعددت الرسائل عن طريق الشات بين الاثنين حتى عرف كل منهما الآخر وفي يوم من الأيام بعث ماركوس برسالة إلى سليمان يرغب في زيارة الكويت ، ورحب سليمان بهذه الرسالة وبدأ في الاتصال بأخيه في الإنسانية ماركس ومرت الأيام والأفكار تتلاقى وتتآلف.. والقلبان ينبضان بالإخوة الإنسانية ، ووافق سليمان لقبول زيارة ماركوس بل وفرح بها بعد فترة الصداقة الانترنتية .
ودبت الفرحة في قلب ماركس فلم ينم ليلتها وأخذ يفكر في هذا البلد الجديد الذي سيسافر إليه في أول مرة في حياته، بلد عربي ومجتمع إسلامي .
وجاء ماركوس إلى الكويت والتقى بصديقه سليمان لأول مرة .. ولكن للأسف الشديد دون نطق ، السلام صامت والحضن حار يطفو عليه هياج القلوب ، ولكن العينين في واقع الأمر هما أبلغ من أي كلام ومن أي تعبير وخاصة أن ظروفهما واحدة لا يتحدثان إلا من خلال اللغة الخاصة وهي لغة الإشارة.
واستضاف سلمان ماركس الألماني وبدأ الضيف يرصد الجوانب الحياتية والأخلاقية والدينية لأهل الكويت من خلال تواجده في هذا المجتمع الجديد.

ماركوس والصلاة

كان سلمان ذلك الفتى الذكي يصلي أحياناً أمام ماركوس وكان ماركوس يترقبه بعينية ..
ما هذا؟ هذا ركوع.. ما هذا؟ هذا سجود.
ما هذه؟ هذه هي الجلسة الختامية في الصلاة.
كان سلمان يتعمد أن يصلى أمامه فهي دعوة إلى الله تعالى بالحكمة وقد قيل أن الحكمة أبلغ وأقوى من العلم، من خلال السلوك والتصرفات وهي أبلغ دعوة خصوصاً فيمن كانت حالته مثل ماركوس.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كان يذهب سلمان لأداء الصلاة في المسجد ويأخذ ماركوس معه ويبقيه في السيارة إلى أن يفرغ من صلاته ويخرج من المسجد .
وهنا بدأت الرغبة تتوهج لدى ماركوس في التعرف أكثر على مباديْ الإسلام وأركانه وفرائضه ، وكشف عن هذه الرغبة لسلمان ، فهاج سلمان فرحا وبدأ يعرفه بالإسلام مباشرة ، جمع كل قواه ليوصل له رحمة الإسلام ، فقد جاء إليه بالكثير من الوسائل المترجمة بالإنجليزية والألمانية وبالطبع فإن ماركوس يجيد القراءة بهاتين اللغتين،
وبدأت فكرة اعتناق الإسلام تتسلل إلى قلب ماركس وبدأ الصراع أيضاً يطفو على سطح تفكيره متساءلا .. ما هذا؟ هذه المباديْ تختلف عن عبادتنا؟ وهذه الأخلاق تختلف عن أخلاقنا؟
هم يعبدون إلهاً واحداً ونحن نعبد ثلاثة!!
هم لا يشربون الخمور، ويتركون الإباحية الجسدية ونحن مغمورون فيها ولا حرج!!
الحق يقال: دينهم وأخلاقهم هي التي تخاطب فطرتي أنا أميل إلى هذا .. ألم أترك أصدقائي لأنهم يشربون الخمور ويتعاطون المخدرات؟ ألم أقل لأصدقائي أنني مصاب بمرض الإيدز حتى يبتعدوا عن طريقي الذي أرجو من خلاله النجاة؟
كان سلمان يصطحبه في المناسبات التي صادفت وجوده ولا يتركه إلا إذا احتاج الأمر إلى تركة، فسلمان يعرف آداب الضيافة تحت ظلال الإسلام، وكان يأخذ صديقة الألماني إلى بعض الديوانيات لكي يزداد تفاعل ماركس مع هذا المجتمع

2011/03/18

أضواء على المسلمين في هولندا



إعداد: H. Radhi





المقدّمة:
يعتبر الإطّلاع على تاريخ المسلمين في هولندا ممتعاً ومهمّاً في الوقت نفسه. فهو ممتعٌ لأنَّ قراءة قصّة تواجد المسلمين في بلد مسيحي  كمن يقرأ مغامرة مثيرة لا يعرف مصير أبطالها أو ضحاياها . وهي مهمّةٌ لأنَّ منها يمكن الإستفادة من التجارب التي مرّت بها الجاليات الأُخرى لتجنّب الأخطاء والكبوات ولتتبّع أثار النجاحات والمضي على شاكلتها. وهذه القرآءة  ليست قرأءةً كاملة وللأسف لعدم توفّر مقالات (أو إنّي لم أُفلح بالحصول عليها) للسنين الخمسة الأخيره وهي بلاشك قد خلقت إنعطافاً في علاقة المسلمين بالغرب وكذلك فإنَّ بعض الجاليات لم نجد لها ذكرٌ في الكتب المؤلّفة حتّى أواسط التسعينات من القرن العشرين وأقصد بها تحديداً الجالية العراقيّة المسلمة لحداثتها على الساحة ولأنّها جاءت لسبب آخر مختلف عن الجاليات الأُخرى ولذلك سنذكر عنها فقط بعض العموميات دون ذكر التفاصيل لعدم وجودها في كتب وتقارير موثّقة.وعلى أيّ حال فإنّها لا تخلو من فائدةٍ في فهم المقابل في المعادلة وهم الشعب الهولندي أو الحكومة الهولنديّة أو سياسة المؤسّسات  والكنائس الهولنديّه.
البدايات:
لم أجد في الكتب المتوفّرة من يشير الى المسلمين في هولندا قبل الحرب العالميّة الثانية بل كلّها تتحّدث عن بداية هجرة المسلمين بعد الحرب العالميّة الثانية فهل كانت هولندا خالية من المسلمين تماماً أم إنَّ هنالك أعداداً منهم ولكنّها قليلة بحيث لا تذكر؟
وعلى أيّ حال فإنَّ أول مجموعةٍ مُسلمةٍ وصلت الى هولندا هي من إندونسيا بعد تحرّرها من الإستعمار الهولندي عام 1949م وهولاء كانوا جنوداً ضمن جيش الملوكان وكان المسلمين منهم ألف شخص وقد سكن هولاء مخيّمات ( كمبات) في شمال البلاد لإعتقادهم بأنَّ بقاءهم في هولندا هو لفترةٍ قصيرة وفي عام 1956م أسّسوا أوّل مسجدٍ لهم في مخيّماتهم.ولكنّهم إستقرّوا بعد ذلك قرب روتردام وعرفاناً من الحكومة الهولنديّه لخدماتهم في جيشها فقد موّلت بناء مسجدين لهم. أمّا الإندونسيين من غير الملوكان فإنّهم قدِموا الى هولندا خلال فترة الإستعمار ولكن لم يشكّلوا لهم جمعيّات على أسس دينيّة.
كانت الهجرةُ قليلة الى هولندا لأنَّ الحكومة الهولنديّة كانت تعتبر الكثافة السكانيّة فيها عالية لذلك لم ترحبّ بالمهاجرين إلاّ عندما إحتاجت الى العمّال فتوجّهت الى دول مثل يوغسلافيا وإيطاليا والمغرب وتركيا واليونان. فجرى الإتّفاق مع تركيا في عام 1964م لجلب عمّال وكذلك مع المغرب عام 1969م ،ومع تونس عام 1970م حتّى وصل عدد المهاجرين من العمّال الى 92000 أكثرهم من الأتراك،وإستمرّت الهجرة بدون إنقطاع (إلا في فترةٍ وجيزةٍ عام 1967م ) حتّى عام 1974م ثم إنقطعت. ولكن قوانين جمع شمل العوائل إستمرّت فكان عدد كبير يصل من المهاجرين فمثلاً تشير بعض الإحصائيّات  عام 1971 الى وجود حوالي 43000 مسلم من تركيا وشمال أفريقيا وكان عدد النساء فيهم أقل من 5000 إمرأءة.بينما بلغت نسبة الرجال الى النساء من المهاجرين المسلمين عام 1977م 4: 3 . وبلغ عدد الأتراك عام 1982م 148000،والمغاربة 93000. وقفزت تلك الأرقام عام 1989م الى 176000 و139200 على التوالي. وقد قدّرت الإحصاءات عام 1989م إنَّ هنالك حوالي 3000 هولندي تحوّلوا الى الإسلام أمّا المسلمين السورناميين فإنَّ العدد الأكبر منهم قد هاجر الى هولندا عام 1960م  حتّى وصل العدد الى 5500 عامل عام 1970م. وقد أدّى الحديث عن إحتمال تقليص الهجرة الى زيادة وصول السورناميين الى هولندا ولكن العدد الأكبر منهم هو بعد إستقلال سوروناما عن هولندا عام 1975م حيث وصل هولندا 36.000 منهم وذلك خشية سحب الجنسيّة الهولنديّة عنهم حال بقائهم في سورناما حيث إعتبر القانون السورنامي أي مواطن لا يسكن في هولندا تسقط عنهُ الجنسيّة الهولنديّة. وإستمرّت الهجرة تحت غطاء قانون جمع الشمل حتّى عام 1980م حيث بلغ تعداد المسلمين منهم عام 1980م 30.000 نسمة عندما حصل الركود الإقتصادي عام 1973-1974م دعت الحكومة الى الحد من تشغيل العمّال الأجانب لغرض إجبارهم على ترك البلاد وقد رفضت فكرة إعطائهم بدلاً ماليّاً مقابل تركهم البلاد ووضعت بيد ربّ العمل الصلاحيّات الواسعة لإبقاء العامل أو طرده،ولكن لم تنجح كلّ هذه الوسائل فقامت الحكومة عام 1981م الى محاولة دمجهم بالمجتمع الهولندي بعد أن أدركت إصرارهم على البقاء في هولندا. وفي عام 1986م سُمِحَ للإجانب بالإنتخاب للمجلس البلدي.
بدأ مجيء العراقيين وأغلبهم من المسلمين الى هولندا بصورة ملحوظةٍ عام 1988م بصفة لاجئين وإستمرَّ عددهم في إزدياد حتّى عام 1992م وبعد الإنتفاضة الشعبانيّة حيث وصلت أعدادٍ ملحوظةٍ  منهم وخصوصاً من مخيّم رفحا ولا زالت أعدادهم في تزايد على الرغم قلّة حماس العراقيين الى اللجوء الى هولندا وتفضيل دول أوربيّة عليها.ووفق الكتاب السنوي للأقليّات لعام 2001م  فإنَّ عدد العراقيين قد بلغ في أوائل عام 1999م حوالي 30.000 وُلِدَ منهم في هولندا 2.773 والأفغان 15.811 ولد منهم  في هولندا 1.210 والأيرانيين 21.790 منهم 2.768 ولدوا في هولندا وبلغ عدد التونسيين6.388 منهم 2.840 ولدوا في هولندا وهنالك الصوماليون والسودانيون والسوريون وغيرهم ومعظم هولاء هم من المسلمين.أمّا عن الإتراك فقد بلغ عددهم عام 2001م  320.000 بينما بلغ  عدد المغاربة 270.000. 



المسلمون والمدارس الهولنديّة:
لم يكن المهاجرين الأوائل مطّلعين على النظام التعليمي في هولندا لذلك فإنَّ إختيارهم المدارس لأبنائهم لم يتم على أسسسٍ صحيحةٍ فمثلاً قد يتبع المهاجر نصيحة موظّف في المجلس البلدي والذي يرسله الى المدرسة التي تمثّل توجّهاته الفكريّة أو يرسله الى أقرب مدرسةٍ من سكنه وقد إعتبر الأباء المدارس مقلقة وخطرة على عقائد أو سلوك أبنائهم وإنَّ المدارس الهولنديّة قد فشلت من وجهة نظرهم في تحقيق بعض الأمور المهمّة مثل مشكلة أداء الفروض اليوميّه والصيام وأنواع الطعام والشراب المقدّم في المدرسة وإختلاط الجنسين والدروس الجنسيّة والسباحة المختلطة  وملابس البنات ولم يكن المعلّمين الهولنديين مدركين دائماً لهذه المشاكل بينما يتعامل المهاجر مع المعلّمين وكأنّهم نسخة طبق الأصل منه في أفكاره وعقائده.
والمدارس في هولندا على شكلين: الأول: المدارس الحياديّه أو العلمانيّه : وهذه المدارس لا تضع في منهاجها الدين. والثاني: المدارس العقائديّة: وهي التي تبني منهاجها على أساس الدين ومنها البروتستانتيّه والكاثوليكيّة.وكل هذه المدارس تموّل من الحكومة. والبعض من المهاجرين كان يعتبر المدارس العلمانيّة خطر على عقائد أبنائهم بينما يرحبّون بالمدارس المسيحيّه لأنّها على الأقل تتحدّث عن وجود الله. و تبرز القضايا الإسلاميّة في مناهج التأريخ والجغرافية والأمور المشتركة في الثقافات. وفي عام 1985م أُدخل مقرّر جديد في المدارس العلمانيّة ،في كل من الروضة والإبتدائيّة، يسمّى العقائد الحالية وهو مدخل الى دراسة العقائد الحالية ومنها الإسلام والهندوسيّة والبوذيّة. وخصّصت له ساعتان ونصف في الدوام الرسمي وساعتان ونصف خارج الدوام الرسمي وبلغة الطلاّب الأُم وتعتمد مفردات المنهج على المدرّس أو الإمام وعلى هويّته فيما إذا كان تركيّاً أو مغربيّاً.أمّا المدارس العقائديّة فإنَّ الدراسة الدينيّة تقرّر من قبل إدارة المدرسة وبدعم من الكنيسة التابعة إليها. وتختلف هذه المدارس في تبنيها لكيفيّة التعامل مع الطلاّب المسلمين. فبعضها تحتّم على الطالب الراغب في الدراسة فيها أن يتبّع المنهج الديني فيها بينما أخريات ترحب بالطلاب من الديانات الأخرى وتذهب غيرها بعيداً فتسمح لإعطاء دروساً للمسلمين بالإتّفاق مع الإمام المحلي في المنطقة أو المسجد. وفي المدارس العلمانيّة هنالك قانون يحتّم على المدرسة أن تقدّم درساً دينيّاً معيناً إذا كان هنالك على الأقل إثنا عشر من الآباء يطلبون تلك الدراسة الدينيّة، وهذا ينطبق على المسيحيين والمسلمين وغيرهم على حد سواء ويجري ذلك بالتعاون مع المنظمّات الإسلاميّة لتوفير معلّم ,لكن عمليّاً هذا لم يحدث كثيراً لعدم توفّر معلّمين يملكون مؤهّلات وفق القوانين الهولنديّة، أو قد تفرض المدرسة شروطاً تعجيزيّة يصعب تحقيقها على تلك المنظّمات الإسلاميّة مّما يؤديّ الى فشل ذلك. وفي عام 1988م تغيّرت سياسة الحكومة وسمحت بفتح مدارس إسلاميّة وتحت نفس شروط فتح المدارس المسيحيّة .وقد بلغ عدد هذه المدارس عام 1990م  ثلاثة عشر مدرسة   / كانت المدرسة الإسلاميّة في روتردام تابعةٌ الى منظّمة ثقافيّة خاصّة.وبلغت هذه المدارس عام 1993م عشرين مدرسةً. 
.



المنظمات الإسلاميّة والمساجد:
لقد أصبح المسلمون الجالية الثانية بعد المسيحيّه في هولندا وخلال خمس وعشرين عاماً بلغ عددهم حوالي 300.000 ( في آواخر الثمانينيات من القرن الماضي) وتبعاً لذلك فإنّهم بدأوا يفكّرون في بناء مساجد أو توفير أماكنٍ للعبادة أو لإجتماعهم في المناسبات وكان أول مسجد بني هو في عام 1956م وبمنحةٍ من الحكومة الهولنديّة  في Gaasterland Frisland وهو تابع لمسلمي جزر الملوكان الواقعة في إندونيسيا بينما أقام السروناميون لهم عدّة مساجدٍ في أواخر الستيّيّنيات من القرن العشرين بينما بدأ المغاربة والأتراك فتح مسجد لهم في أوائل السبعيّنيّات.   وقد حاول رجال أعمال هولنديين وسعوديين بناء مسجد كبير في أُتريخت في الستينيان من القرن الماضي إلاّ إنَّ ذلك لم يتم. وفشل مشروعٌ آخر كان على أساس بناء مسجد في Bilymer وكانوا يأملون بوصول أموال سعوديّة ولكن لم تصل عندما تكوّنت الجمعيّات والمنظّمات الإسلاميّة فإنّها تأسّست على أساسٍ عرقي أو قومي ثم ما لبث أن ظهرت الإنشقاقات بينهم مّما كشف عن وجود تيّارات مختلفة في الجالية وخصوصاً المغربيّة والتركيّة وبدا واضحاً إنّهُ ليس من الممكن أن تكوّن منظمّة إسلاميّة تكون مظلّةً لجميع المسلمين لإختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتوجّهاتهم السياسيّه وقد حاول الهولنديّون المتحوّلين الى الإسلام تكوين منظّمة لهذا الغرض في السبعينيّات إلاّ إنّهم فشلوا في ذلك.
 
 
   .....
الإستنتاجات:
- إنَّ إختلاف الجاليات في تقاليدها وعلاقتها في بلادها قد إنعكس على الجاليات الإسلاميّة في الغرب سلباً وإيجاباً .
- ضعف همّة الدول التي هاجر منها العمّال الى مساعدتهم أو التنسيق معهم وإتّخاذ التوجّه السياسي او الإعتقادي سبباً لمنح أو حجب المساعدات.
- تميّزت سياسة الحكومة الهولنديّة بالمد والجزر وفقاً لسياسة الحزب أو الإئتلاف الذي يحكم في علاقته مع الأقليّات.
- إفتقار الجاليات الإسلاميّة الى برنامج واضح لخدمة الجالية المسلمة فمعظم المشاريع مرتجلة وغير مدروسه  مّما يؤدّي الى فشلها أو ضعفها.
- تفاوت المسلمين في نظرتهم الى المجتمع الهولندي مما أدّى الى تشوّش الأفكار حول طبيعة التعامل أو الإندماج وحيثيّات ذلك الإندماج  ومداه وطبيعته وكيف الإستفادة منه لصالح الجاليات والأقليات.
- إختلاف ثقافة القادمين والغرض من قدومهم جعل هنالك إختلافاً في الأولويات عند كل مجموعة ٍ أو حتّى بين أفراد المجموعة الواحدة مما يؤثر ويُعرقل عمل الجمعيّات  في تحقيق أهدافها.
وكل ذلك حسب المصدر المذكور ودون تعليق.
المصدر:shiaparlement.com

2011/03/15

الملك ويليام فان أورانج ملك هولندا إعتنق الإسلام

الملك ويليام فان أورانج ملك هولندا إعتنق الإسلام
الأمير أورانج ويليام ألكسندر أمير هولندا
 
تاريخ النشر : 2008-10-08 
 
الأب الأكبر للهولنديين إعتنق الإسلام في السنتين الأخيرتين من حياته هذا ما أكد عليه الباحث والمؤرخ الهولندي بجامعة لايدن الأستاذ تيالين فنسلار خلال مناقشته لرسالة الدكتوراة يوم 2 أكتوبر الجاري بجامعة لايدن.

لقد أمضى المؤرخ المذكور أربع سنوات في البحث في كل الكتب والمخطوطات المتعلقة بالملك ويليام فان اورانج. يؤكد أنه لا يوجد أي إستنتاج آخر من غير الذي وصل إليه في بحثه أن الإسم الجديد للملك بعد إعتناقه الإسلام أصبح: يوسف إبراهيم فن أورانج ناسو وكان من الواجب أن يتم الإشارة إليه في كتب التاريخ.

المؤرخ فنسلار يتحدث عن إعتناق للإسلام إستراتيجي فقبل إعتناقه الإسلام كان على علاقة تعاون مع الخليفة عبد الله أبو أزرم. في نفس الوقت حافظ على العلاقات بين هولندا ومدينة الحسيمة المغربية.

"الأقاليم الهولندية وشمال المغرب كان لهم عدوا واحدا مشتركا هم الإسبان" يقول السيد فنسلار. عليك أن تفكر أن المسلمين في ذلك الوقت تم طردهم من الأندلس وفي الأقاليم الشمالية المغربية كان هناك نداء من أجل الإنتقام ورد الإعتبار. الخليفة وعد آنذاك وليام دو زفايخر بالمساعدة العسكرية وفي مقابل ذلك طلب منه إعتناق الإسلام ومن بعد ذلك جعل هولندا دولة إسلامية.

حسب المؤرخ في البداية تردد الملك الهولندي في إعتناق الإسلام لكنه في ربيع سنة 1582 إعتنق الإسلام.

السيد فنسلار بحث خلال أطروحته مجموعة من المصادر المتنوعة من بينها وثائق من الجناح المغلق من الأرشيف الوطني حتى وثائق من شمال إفريقيا التي وجد بها اللقاءات المفصلة بين الملك الهولندي والخليفة. إنه حلقة من حلقات التاريخ الهولندي التي تم إتلافها بعد وفاته. لقد قامت العائلة الملكية بعد وفاته بكل المحاولات من أجل إتلاف هذا الجزء من التاريخ وطمس إعتناق الملك ويليام للديانة الإسلامية.

الجزء الكبير من تلك الحملة هو إدخال النشيد الوطني فيلهلمس وهذا نوع من الدعاية لتاريخ مزور.

المؤرخ يطالب في أطروحته بتصحيح تاريخ هولندا ورد الإعتبار للملك ويليام المسلم الذي أصبح يوسف إبراهيم حيث لا يجد هذا الإسم في أية وثيقة. هناك كذلك بعض الآثار التي تشير إلى أن الكنيسة القديمة في مدينة دلفت كانت مسجدا ولقد تكلم عنها الشاعر يان فنشخاملفيك المشهور في القرن السادس عشر.

الملك ويليام فان أورانج ملك هولندا

نظرا للمدة القصيرة بين إعتناقه الإسلام ومقتله من طرف بلتزار خرارد لم يتمكن الملك ويليام من جعل هولندا دولة إسلامية. إبنه ووراث عرشه موريتس فن أورانج لم يكن له ميل للديانة الجديدة لوالده .

2011/01/06

رانيا علواني مسلمو أمريكا وراء اعتزالي وارتدائي للحجاب




رانيا علواني مسلمو أمريكا وراء


مهما ران على واقع المسلمين من تفسخ وبعد عن الدين فإن المسلم أياً كان مستوى تدينه يظل بداخله خير كثير يحتاج إلى من يبحث عنه ويستخرجه. رحلة الممثلات والراقصات والمغنيات إلى عالم الهداية خير دليل على ذلك. فالشهرة التي يعشنها والأضواء الباهرة التي تغمرهن تحجب خلفها أكداساً من البؤس والشقاء والجدب الروحي.

آخر المنتقلات من عالم الشهرة إلى طريق الهداية السباحة العالمية (رانيا علواني ) التي عرفتها معظم حمامات السباحة في العالم تنتقل بينها بلباس البحر (المايوه) وتغمرها فلاشات آلات التصوير في الصحف ومحطات التلفاز اعتبروها ثروة قومية فأرسلوها إلى أمريكا لمزيد من التدريب حتى تحتل المركز الأول على مستوى العالم، وبعد 5 سنوات عادت بالمركز الأول بين السباحات في عالم الإيمان، فقد اعتزلت السباحة وارتدت الحجاب، فانطلقت صوبها سهام شياطين الإنس وأقلام السوء يعايرونها بما أنفقته الدولة عليها – بئس الإنفاق – ويصادرون حقها في أن تعيش امرأة مسلمة.