مسلمي العالم

يبلغ عدد مسلمي الهند زهاء 180 مليون نسمة و حكموا هذا البلد المترامي الأطراف لما يقارب من ثمانية قرون، ورسموا صفحات ناصعة للتعايش السلمي والتسامح الديني مع مجتمع فسيفسائي يدين بألف دين ويتحدث بألف لسان ناهيك عن الفروقات العرقية والطائفية والثقافية على مدى قرون خلت، قد بقوا بعيدين عن الأضواء رغم الخدمات الجليلة التي أسدوها في شتى ميادين الحياة وأثروا المكتبة الإسلامية بأدبياتهم التي لا تعد ولا تحصى ليست في مجال العلوم الشرعية فحسب، وإنما في مجالات العلم كافة، ولكن الحاجز اللغوي جعل إسهاماتهم القيمة و جهودهم الجبارة لا تذكر في الدوائر الإسلامية كونهم لا ينطقون باللسان العربي. ومن ناحية أخرى أصبحت لغة الأوردو، لغة الأم لمعظم مسلمي الهند و التي وضعوا فيها معظم مؤلفاتهم، لا تتلقى العناية التي تستحقها من الجهات الحكومية في الهند، ربما لتحولها إلى اللغة الرسمية للدولة الإسلامية التي نشأت بعد التقسيم تحت اسم باكستان، رغم جذورها الهندية البحتة لجهة النشأة والتطور قبل أن تصبح لغة رسمية للوطن الجديد للمسلمين.

أهم المعالم الإسلامية في الهند :
المسجد الجامع في دلهي


فالكثيرون في العالمي العربي و الإسلامي من المحيط إلى الخليج يتوهمون أن الهند أرض هندوسية خالصة و لا وجود بتة للإسلام فيها. فكم من المسلمين سمعوا عن العلماء المسلمين الهنود الذين حملوا لواء التجديد والتنوير في قرني التاسع عشر و العشرين و ساهموا بعلومهم و أفكارهم و كتاباتهم في الصحوة الإسلامية من أمثال شاه ولي الله الدهلوي، أو أحمد سر هندي أو شبلي النعماني أو قاسم نانوتوي أو محمد إلياس أو حميد الدين الفراهي أو عماد الله مهاجر المكي أو أبوا الحسن علي الندوي أو أو أحمد رضا خان أو مولانا محمود حسن الملقب بشيخ الهند أو دعاة من أمثال زاكر نايك، رئيس مؤسسة البحث الإسلامي


.



 

==================================================================================

12/1/2010م

إرتريا ثان أرض تصلها دعوة خاتم الأنبياء بعد مكة المكرمة..وأول أرض يهاجر إليها المسلون..وأول أرض يأمن فيها المسلمون فكافأوها بنور الإيمان..كان الأمن أول ما ذاقه المسلمون.. والآن يتجرعون مرارة الخوف..في البداية حملتهم أمواج البحر إليها.. والآن تتقاذفهم أمواج الظلم والاضطهاد..فلماذا تغيرت الأحوال؟، وما الذي حصل للمسلمين هناك؟، وما هو حالهم الآن؟. أسئلة نحاول أن نجيب عنها لمعرفة حال المسلمين هناك.
نبذة عن إرتريا
 اسم إرتريا مشتق من الاسم اليوناني القديم للبحر الأحمر وهو (سينوس إرتريوس). عندما احتل الإيطاليون الشواطئ الإرترية في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أطلقوا اسم (إرتريا) عليها إحياء للتسمية الرومانية، وذلك بمرسوم أصدره الملك الإيطالي همبرت الأول في يناير 1890م.
تقع إرتريا على الساحل الغربي للبحر الأحمر، ويحدها من الشمال الغربي السودان، ومن الشرق والشمال الشرقي البحر الأحمر، ومن الجنوب أثيوبيا، ومن الجنوب الشرقي جيبوتي، وتبلغ مساحتها 124.000 كلم2، وتمتلك 126 جزيرة على البحر الأحمر أهمها جزيرة أرخبيل دهلك، وتتمتع بساحل طوله 1080 كلم.
عدد سكانها قرابة 5 ملايين نسمة، يشكل المسلمون غالبيتهم.
أهم المدن: أسمرا (العاصمة)، كرن، أغردات... 
يعمل السكان بالزراعة والرعي والتجارة وبعض الصناعات الخفيفة.
وتتبع إريتريا (126) جزيرة، أهمها أرخبيل دُهلك وفيه نحو (25) جزيرة، أهمها من الناحية الإستراتيجية جزيرتا (فاطمة) و(حالب). ويزيد عدد السكان عن أربعة ملايين نسمة. 78% منهم مسلمون، والباقي ينتمون إلى تسع مجموعات دينية وعرقية ولغوية أخرى.
الإسلام في إريتريا


في شهر رجب من العام الثامن قبل الهجرة سنة 614م كانت الهجرة إلى الحبشة البعثة الإسلامية الأولى وهناك على أرض مصوع أو باضع كما كان يطلق عليها العرب قديماً, هناك قام الصحابة ببناء أول مسجد في الإسلام المسمى بمسجد رأس مدر ومصوع هي بوابة دخول الإسلام في إفريقيا.

في عهد الدولة الأموية والعباسية هاجرت بعض القبائل العربية إلى إرتريا، وأقامت فيها مراكز للدعوة والتجارة فتحولت غالبية القبائل الوثنية إلى الإسلام، ونشأت بعض الممالك العربية والإسلامية في جزر دهلك، بالإضافة إلى نشأة سبع ممالك داخلية عرفت باسم (بلاد الطراز الإسلامي).
ازدهرت التجارة بين الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وكثر عدد الوافدين على باضع وغيرها من المدن الساحلية في القرن الثالث الهجري، وتوطد وجود الإسلام في السهول الساحلية الإرترية. وأخذ الإسلام في الانتشار بين الدناقل والبجاة والتقري سكان المناطق الساحلية الإرترية، وتجاوز الإسلام السهول الساحلية الإرترية، فوصل المرتفعات.
وعندما قامت الإمارات الإسلامية في جنوب وشرقي الحبشة امتد نفوذها إلى إرتريا. وعندما خاض الأئمة المسلمون حروبهم ضد الحبشة، اشترك المسلمون بالجهاد في إرتريا، ولقد نالهم من تحالف البرتغاليين مع الأحباش الشيء الكثير من التدمير، وتخريب المدن الساحلية مثل مدينة وميناء باضع (مصوع).
كان هذا أثر المحور الشرقي الذي وصل الإسلام عن طريقه إلى إرتريا. ومن الشمال والغرب محور آخر للدعوة الإسلامية إلى إرتريا، حيث كان الدعاة من السادة الأشراف ولقد كان لهم دور في نشر الإسلام وأيضا ساهم التجار العرب بين البجه، ولقد وصلهم الإسلام عن طريق شمالي السودان أيضا مع نزوح القبائل العربية من جهة صعيد مصر وخاصة بعد سيطرة المماليك على حكم مصر وحربهم في بعض الأحيان ضد القبائل العربية أو مهادنة العرب وإرسالهم لقتال النوبيين...
وعندما سيطر البرتغاليون على بعض سواحل البحر الأحمر ومن بينها شواطئ إرتريا في بداية القرن السادس عشر الميلادي، تدخل العثمانيون لمواجهة الخطر البرتغالي وحماية الأماكن المقدسة في مكة والمدينة من مهاجمة السفن الصليبية، وتمكنوا من الاستيلاء على (سواكن) و(مصوع) وجعلوا البحر الأحمر بحيرة عثمانية مغلقة. وخضعت سواحل إرتريا للحكم المصري بناء على فرمان أصدره السلطان العثماني سنة 1865م؛ فتحسنت أحوالها بعدما أصبح الساحل الإفريقي للبحر الأحمر في حوزة مصر.
الاستعمار:

بدأت الأطماع الإيطالية في إرتريا مع ضعف الحكم المصري في عهد إسماعيل نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ودخل الإيطاليون إلى تلك المنطقة عبر بوابة الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي يتحكم فيها المنصّرون ورجالات الكنائس؛ فاستطاع المنصر سابيتو أن يشتري قطعة أرض في ميناء عصب سنة 1869م، ثم أصدر مجلس النواب الإيطالي في 1882م قانوناً بتحويل عصب إلى مستعمرة إيطالية، وكانت سياسته فيها تقوم على العنصرية، ومحاربة اللغة العربية. واعترف الإمبراطور الحبشي منليك الثاني بحق إيطاليا في إرتريا حتى يستطيع مقاومة النفوذ الفرنسي والبريطاني.
واستمر الاحتلال الإيطالي 60 عاماً حتى تمكنت بريطانيا وحلفاؤها من هزيمة إيطاليا ودول المحور في الحرب العالمية الثانية، وأقامت بريطانيا بها إدارة عسكرية.
تم تشكيل جمعية تشريعية منتخبة في إريتريا أقرت الدستور الجديد للبلاد، وعلما خاصا بها، وسلطات قضائية وتشريعية خاصة بها، واعتمدت اللغتين العربية والتجيرينية لغتين رسميتين لإريتريا، وفي أغسطس 1952م صادق الإمبراطور هيلاسلاسي على الدستور الإريتري الجديد، ثم صادق على القانون الفيدرالي، وكانت تلك الخطوة الأولى في طريق الاستعمار الإثيوبي لإريتريا، شاركت في تعبيده القوى الاستعمارية الكبرى، وفي مقدمتها بريطانيا التي انسحبت من إرتريا في 15 من سبتمبر 1952م بعدما سلمت كل الممتلكات الإرترية من موانئ ومطارات ووسائل مواصلات إلى الجيش الإثيوبي، ولم تترك للحكومة الإرترية ما يمكن أن تؤسس عليه دولتها الوليدة.
وتشكلت أول حكومة إريترية برئاسة تدلا بايرو السكرتير العام لحزب الاتحاد مع إثيوبيا، ولم يستطع هيلاسلاسي أن ينتظر طويلاً ليرى تصرف الإرتريين في إطار الفيدرالية، فتعجل في تطبيق مخططه الاستعماري، وأصدر في نفس العام قرارًا يقضي بتطبيق القوانين والنظم الإثيوبية على إرتريا، كما نفذ خطة أخرى لتغيير التركيبة السكانية في إرتريا؛ فسلم الأراضي الخصبة في منطقة وادي زولا الإسلامية إلى نصارى الحبشة، وبنى لهم كنيسة وتكرر ذلك في المناطق الأخرى، ثم وقّع معاهدة مع الولايات المتحدة في مايو 1953م مُنحت بموجبها واشنطن الحق في إقامة قواعد ومنشآت عسكرية على أراضي إرتريا.
واتخذت إثيوبيا مجموعة من الإجراءات التعسفية ضد المسلمين الإرتريين، ولجأت إلى سلاح الدين لخلق الفرقة في إرتريا، فألفت حزبًا سياسيًا من رجال الدين المسيحيي تحت رئاسة القس ديمطروس الذي فرضته نائبا لرئيس البرلمان؛ فأثار ذلك غضب البرلمان الإرتري، ووجه إنذاراً لإثيوبيا بوجوب إعطاء الضمانات لسيادة الدستور الإرتري، وإلا طالب البرلمان بتدخل الأمم المتحدة.
استبد الغضب بهيلاسلاسي فعزل حكومة تدلا بايرو، وعين مكانه إسفهاولد ميكائيل الذي استخدم أساليب إرهابية ضد الوطنيين، ومنع جميع الأحزاب من العمل، وصاغ نظاما اقتصاديا قائمًا على الإقطاع.
وفي عام 1956م تم تعديل الدستور بناء على اقتراح حكومي، وألغيت اللغتان الرسميتان العربية والتجرينية، وحلت مكانهما اللغة الأمهرية، وألغي العلم الإريتري، ونص التعديل الجديد أن يعين رئيس الوزراء الإريتري من قِبل الإمبراطور مباشرة، فقوبلت هذه الإجراءات بغضب شديد، وتبين للإرتريين أن الأمم المتحدة لا تريد أن تتدخل في حل المشكلة الإرترية الذي كان قرار الفيدرالية السبب المباشر في قيامها.
لم يستسلم الإرتريون لحركة القمع الإثيوبية، وتمكن العمال المهاجرون عام 1958م من تأسيس حركة تحرير إرتريا، التي كانت تنظيما سريا يتكون من خلايا تتكون من سبعة أفراد، وكان أبرز قادتها محمد سعيد نادو، وكان شعارها العنف الثوري هو الطريق الوحيد للاستقلال. وبدأت الحركة بتنظيم الخارج من المهاجرين ثم انتقلت إلى الداخل. ونشأت - أيضا - جبهة التحرير الإرترية، وحدث صراع وتنافس قوي بين التنظيمين.
ونشأت جبهة التحرير في عام 1960م، وقادها حامد إدريس عواتي الذي أعلن الثورة المسلحة للحصول على الاستقلال التام في سبتمبر 1961م)، واتسع نطاق الثورة وغطت معظم مساحات إريتريا، وأصبحت حربا قومية في كافة الأقاليم؛ فأصدر الإمبراطور هيلاسلاسي قرارًا في 14 من نوفمبر 1962م ألغى بموجبه الاتحاد الفيدرالي، وأعلن ضم إريتريا إلى إثيوبيا نهائيا، وجعلها الولاية الرابعة عشرة لإثيوبيا.
فشلت إثيوبيا في القضاء على الثورة الإريترية المسلحة، فاتجهت إلى الشعب ومارست معه العنف حتى يبتعد عن مساندة الثوار، فازداد الشعب التصاقا بالثورة التي أصبحت تتمتع بالتأييد الشعبي المطلق، وساعدها على الاستمرار ضعف الوجود العسكري الإثيوبي في إرتريا، وطبيعة التضاريس التي تساعد على حرب العصابات وتعوق تقدم الجيوش النظامية، وانضم إلى الثورة كثير من رجال الجيش والشرطة من الإرتريين.
كانت المشكلة التي تواجه الثورة الإريترية تكمن في تناحر قياداتها، والتوجهات اليسارية التي تسللت إلى الثورة بعد سنوات قليلة من تأسيس جبهة التحرير، فكان اليساريون والماركسيون وراء كل انشقاق وكل شرخ يحدث في صف الوطنيين؛ فالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا تشكلت عام 1969م بعد انشقاقها على الجبهة الأم، وكان من زعمائها أسياس أفورقي وكانت توجهاته ماركسية.
وتوسعت هذه الجبهة الشعبية لتصبح أهم منظمة تحريرية في البلاد، ثم انشق أفورقي عن القيادة العامة، وشارك في تأسيس قوات التحرير الشعبية، وحدثت حرب أهلية بين هؤلاء الثوار انتهت عام 1974م وبعد عام عقد مؤتمر الخرطوم بين هذه الفصائل المتناحرة، لكن هذه الاتفاقية لم تصمد طويلا، بل كانت سببا في انشقاقات أخرى، وأعلن أفورقي وأنصاره من المقاتلين رفضه للوحدة الفوقية التي تمت في اتفاق الخرطوم.
وفي يناير 1977م انشق أفورقي عن قوات التحرير الشعبية، وأعلن تشكيل (الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا)، وعكس هذا الانشقاق الجديد انقساما ثقافيا؛ فأفورقي ذو توجهات يسارية مع كونه من أبناء الطائفة النصرانية، واستطاعت هذه الجبهة تصفية الانشقاقات الأخرى، وانفردت بالساحة في إرتريا.
وفي عام 1974م تغير نظام الحكم في إثيوبيا بعد المجاعة، وتولى عسكريون ماركسيون بزعامة مانجستو هيلاماريام مقاليد السلطة، وراهنت الجبهة الشعبية على تحقيق تفاهم ما مع النظام الجديد نظراً للتقارب الفكري بينهما، وتمت لقاءات بين الجانبين تحت رعاية الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية، لكنها لم تتوصل إلى شيء واستمرت مقاومة الاستعمار الإثيوبي.
وسجلت تقارير حقوق الإنسان في تلك الفترة من نظام مانجستو أنه يمارس حرب إبادة ضد مسلمي إريتريا، ويعمل على تغيير هويتهم نحو الشيوعية باتباعه سياسة الأرض المحروقة وتسميم الآبار ومصادرة المواشي والقضاء على أية إمكانات للبقاء على الأرض؛ فقام الإرتريون بتوحيد جهودهم وصفوفهم عام 1979م، وخاضوا حرب تحرير مريرة لتحقيق الاستقلال حققت خلالها انتصارات كبيرة وأرهقت نُظُم مانجستو.
وتحالفت الجبهة الشعبية بزعامة أفروقي مع المعارضين الإثيوبيين بزعامة ميلس زيناوي تحت رعاية الإدارة الأمريكية في مؤتمر عقد بلندن نسق له وليام كوهين مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، وذلك لإسقاط نظام مانجستو، وانتهى المؤتمر باتفاق رعته واشنطن يقضي باعتراف إثيوبيا بحق تقرير المصير للشعب الإرتري على أن يختار بين الوحدة والانفصال، مقابل أن يلتزم أفورقي بدعم زيناوي في سعيه للتغلب على مناوئيه السياسيين وتولي السلطة، وأن تسمح إرتريا عندئذ باستخدام إثيوبيا ميناء عصب وكذا مصوع للأغراض التجارية.
ونجح الطرفان في إسقاط مانجستو، وتولى زيناوي حكم إثيوبيا، وأعلن استقلال إرتريا في 25 من مايو 1991م، وتشكلت حكومة مؤقتة أجرت استفتاء عاما على الاستقلال تحت إشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، وجاءت نتيجته 99% للاستقلال؛ فأصبحت إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة في 23 من مايو 1993م، ثم انتخب أسياس أفورقي رئيسا للبلاد.
استقلال إريتريا
استطاعت إرتريا أن تنفصل عن إثيوبيا وتستقل سياسيًا بعد ثلاثين عاماً من الكفاح السياسي والعسكري، حظيت خلاله بدعم عربي وإسلامي كبير، على أمل أن يصبح ذلك البلد- الذي تمتد سواحله على البحر الأحمر حوالي ألف كيلومتر- جزءًا من الأمة العربية وعضوا بجامعتها العربية، اتساقاً مع مقتضيات الأمن القومي العربي الهادفة إلى المحافظة على هذا البحر كبحيرة عربية إسلامية.
إلا أن هذا الأمل لم يتحقق رغم أن نسبة المسلمين في إريتريا تقارب 78%؛ فقد أخذ الرئيس أسياس أفورقي بلاده بتوجهات بعيدة عن العروبة والإسلام لاعتبارات تتعلق بتوجهاته الماركسية التي تعززت بفرضه اللغة التيجرينية لغة رسمية للبلاد بدلاً من اللغة العربية، وتجاهله لقوانين الأحوال الشخصية للمسلمين، وعلاقاته الوثيقة مع إسرائيل.
الجهاد الإسلامي بإريتريا

عندما قامت إثيوبيا بعدوانها على شعب إرتريا المسلم الذي كان عنده موروثات قديمة من أفعال الإثيوبيين الدنيئة بحقهم اندلعت شرارة الجهاد الإسلامي ضد العدوان الصليبي الإثيوبي وتشكلت جبهة تحرير إرتريا وقاد عبد القادر محمد صالح جبهة التحرير واغتيل على يد أعوان الحبشة، وذلك سنة 1383هـ، وقاد الجبهة من بعده إدريس آدم الذي انتقل للعيش كلاجئ سياسي بمصر ومن عباءة التحرير ظهرت أحزاب أخرى تدعو لاستقلال ولكنها لا تنتهج الخط الإسلامي مثل الحزب التقدمي الحر الوطني الاتجاه.
سرقة الجهاد الإسلامي

بدأت عملية سرقة الجهاد الإسلامي وذلك بخطوات بطيئة وخطة مدروسة تقوم على عزل الجهاد الإسلامي وعزل فصائله، ورفع شأن الفصائل النصرانية الاشتراكية وتقديمها كممثل للمقاومة الإرترية على الساحة الدولية وفسح المجال أمامها في المحافل والاجتماعات للتحدث عن القضية الإريترية.
ابتداءً من عام 1407هـ أخذت جبهة تحرير شعب إرتريا تتحدث وتتفاوض مع الحكومة الإثيوبية كممثل عن الشعب الإرتري وبرز نجم أسايس أفورقي الصليبي الذي لا يقل صليبية عن الإثيوبيين، في حين عانت فصائل الجبهة الإسلامية من الضعف والتفكك والتراجع الواضح في عمليات ضد الوجود الحبشي.
قامت جبهة تحرير شعب إرتريا وقائدها أسايس أفورقي بالاتفاق مع جبهة تحرير شعب تجره وقائدها ملس زيناوي رئيس الوزراء الحالي (وهما أبناء خالة)، على توجيه ضربات مشتركة للجيش الإثيوبي بإرتريا بفتح جبهتين للقتال حتى إذا ما انشغل الجيش بجبهة ضربت الجبهة الأخرى وهكذا، فاستطاعت الجبهتان تحقيق العديد من الانتصارات على الإثيوبيين.
وقعت المجاعة الهائلة والقحط الشديد الذي أصاب الحبشة وإرتريا وزادت هذه المجاعة من نفوذ جبهة تحرير شعب إرتريا النصرانية، واضعف المقاومة الإسلامية ذلك أن الهيئات الدولية التي جاءت بتوزيع المساعدات والغذاء على السكان ورفضت أن تعطي شيئًا لجبهة المقاومة الإسلامية لتكبر الجبهة النصرانية في عين الشعب وتضعف الأخرى، وهكذا نرى أن اللعبة الدولية كانت تمهد السبيل لتمكين النصارى من هذا البلد.
تدخلت أمريكا كعادتها في الصراع لتأييد الجانب النصراني في المقاومة، وتمثل ذلك عندما عقدت محادثات بواشنطن سنة 1411هـ بين الحكومة الإثيوبية ووفد الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بقيادة أسايس أفورقي على أنه الممثل الوحيد للمقاومة الإرترية، وعرفت هذه المفاوضات باسم مفاوضات كوهين.
كانت المفاوضات تجري بواشنطن والقتال يجري على أشده، خاصة وأن جبهة تحرير شعب تجره قد أحرزت انتصارات كبيرة وتقدمت بسرعة ناحية العاصمة أديس أبابا، وقد انضمت فصائل المعارضة الإثيوبية الداخلية مع الفصائل الإرترية في القتال ضد الحكومة الإثيوبية، وذلك بدعم من أمريكا والفاتيكان لإسقاط حكم منجستو الشيوعي الاشتراكي، وقد اتفقت فصائل المعارضة على تقرير المصير، وذلك بعد سنتين من العمل بحكومة مؤقتة.
وفي 11 ذي القعدة سنة 141هـ، وفي نفس الوقت دخلت جبهة تحرير شعب إريتريا بقيادة أفورقي العاصمة الإرترية أسمرة، ودخلت جبهة تحرير شعب تجره بقيادة زيناوي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وقامت حكومة مؤقتة في البلدين بزعامة أفورقي وزيناوي، وهكذا تم سرقة المجهود الإسلامي وصار الحكم في إرتريا للنصارى.
حاولت الجبهة الموحدة للمقاومة الإسلامية بإرتريا الاعتراض على حكومة أفورقي، وأعلنت أن النضال كان مشتركًا، وليس لمن يسبق بالدخول على العاصمة الحق بالاستئثار بالسلطة لكن كل هذه الاعتراضات ذهبت أدراج الرياح خاصة أن المقاومة الإسلامية قد تفككت أكثر من الأول وخرج منها بعض أعضائها وانضموا للحكومة المؤقتة.
وبعد عامين من الحكومة المؤقتة أجري الاستفتاء الذي جاء بأغلبية كاسحة لصالح الاستقلال وأعلن قيام دولة إريتريا.
وقد أظهر أفورقي صليبيته وكرهه للإسلام فلقد رفض الانضمام لجامعة الدول العربية، وألغى التدريس باللغة العربية وفتح بلاده على مصراعيها لليهود واستقدم خبراء يهود في كافة المجالات ودخل في معارك مع اليمن على جزيرة حنيش الإستراتيجية في البحر الأحمر، واستولى عليها بمساعدة من الطيران اليهودي وعمل على محاربة المقاومة الإسلامية، وأظهر أنه لا يختلف كثيرًا عن الإثيوبيين، وأن مجيئه للسلطة كان وفق خطة مدروسة للتمكين للصليبيين بهذا البلد المسلم.
والجدير بالذكر أن المقاومة الإسلامية تجمعت الآن تحت لواء واحد وهو الجهاد الإسلامي الإرتري والذي يخوض حرباً شرسة ضد الحكومة الصليبية بإرتريا.
التغلغل الإسرائيلي في ارتريا
بداية التغلغل
كانت حكومة إثيوبيا الاستعمارية هي إحدى دول إفريقيا التي اعتمد ويعتمد عليها الغرب والأمريكان في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية في الشرق الأوسط عامة وفي الوطن العربي خاصة.
وطبقاً للمخطط الضخم الذي رسمه خبراء الاستعمار الغربي منذ عهد بعيد ونفذت أولى بنوده بإقامة كيان للعصابات الصهيونية في فلسطين العربية، ربطت إرتريا العربية بعجلة الإمبراطورية الإثيوبية بقرار هيئة الأمم المتحدة رقم 390/أ/5 الذي فرض على الشعب العربي الإرتري، والذي حولته الحكومة الإثيوبية إلى احتلال عسكري وسيطرة استعمارية استمرت ثلاثين عاماً.
كان الغرب الاستعماري يهدف من وراء ربط إرتريا بالإمبراطورية الإثيوبية إلى ضمان مصالحه الاستعمارية في إرتريا، والتي تتمثل في القاعدة العسكرية الضخمة التي أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة الإرترية أسمرة.
بعد قيام الاتحاد الفيدرالي بين إرتريا وإثيوبيا الذي نص على قيام حكم ديمقراطي في ارتريا واستقلال ذاتي في الشؤون الداخلية دون وجه حق إلى أن تم لها ضم ارتريا في إمبراطوريتها الإقطاعية المهترئة في 14/11/1962 بالقوة المسلحة.
وقد اتبعت الحكومة الإثيوبية منذ قيام الاتحاد الفيدرالي مخططا محكما بدأت تنفذه خطوة خطوة يهدف إلى إذابة كيان شعب ارتريا العربي ومحو شخصيته الوطنية والقضاء على لغته وثقافته العربية ،وفرضت أزمة اقتصادية متعمدة في البلاد مما دفع بالعشرات من الارتريين للهجرة إلى الأقطار العربية المجاورة مثل السودان والمملكة العربية السعودية بحثاً عن العمل الشريف بعيدا عن التسلط الاستعماري الإثيوبي ،ثم فتحت أبواب ارتريا أمام التسلل الإسرائيلي الصهيوني ،ومن أهم مظاهر هذا التسلل ما يلي- كما أوردته جبهة التحرير الإرترية في منشوراتها-:
النشاط الاقتصادي
* تعتبر شركة (انكودا) من أكبر الشركات الإسرائيلية الأولى في إرتريا وقد تأست في عام 1952م، بعد فترة وجيزة من قيام الاتحاد الفيدرالي بين إرتريا وإثيوبيا، وبعد فترة من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين.
بدأت شركة أنكودا الضخمة أعمالها في إرتريا سنة 1952م وهي أكبر شركة لتعبئة اللحوم في إرتريا، فلها من الآلات الميكانيكية ما يمكنها من إنتاج (25,000ألف علبة يومياً من اللحم المعبأ بالإضافة إلى (300) طن من اللحم المثلج و(3500) قطعة من الجلود المدبوغة شهرياً.
وللشركة مصانع لتحويل فضلات اللحوم والعظام والشحم إلى مواد أخرى نافعة، وبإمكانياتها التكنيكية الحالية يمكنها أن تنتج يومياً عشرات الأطنان من الشحوم المقطرة التي تلزم لصناعة الصابون، كما أن العظام والدم تحول إلى سماد للأرض وتنتج هذه المصانع (100) طن من السماد شهرياً.
كما أقامت الشركة مصنعاً آخر ينتج يومياً طناً ونصف الطن من قطع اللحم التي تزن الواحدة منها (2) كيلو غرام للاستهلاك المحلي.
وتعتبر مصانع (أنكودا) من المصانع المهمة للحوم في العالم ويقع مركزها في أسمرة عاصمة إرتريا العربية وفي شارع (تروسو) وللشركة فروع في أديس أبابا والصومال الفرنسي وتل أبيب وزيورخ إلى هنا ينتهي ما جاء في النشرة الإثيوبية.
بالإضافة إلى المعلومات الواردة في هذه النشرة الرسمية فإن لشركة انكودا مصنعاً كبيراً في أسمرة تذبح فيه يومياً 360 بقرة تشتريها الشركة بأثمان بخسة من الجزء الغربي من إرتريا، وقد جعلت الحكومة الإثيوبية امتياز شراء الأبقار قاصراً على هذه الشركة وتنقل اللحوم بالثلاجات إلى ميناء مصوع العربي في إرتريا ومنها إلى إسرائيل كما يبلغ ما تصدره الشركة من الأسماك المطحونة 5000 طن سنوياً سنة 1952م.
وتوسعت شركة (انكودا ) في مشاريعها الاقتصادية حتى تم لها في نهاية عام 1964م السيطرة على أكبر شركة زراعية في إرتريا وهي شركة (سيا) الايطالية سابقا، فقد تمكنت من شراء المشروع منها عن طريق الحكومة الإثيوبية.
وتبلغ مساحة هذا المشروع 50,000 فدان وهو يقع بالقرب من الحدود الإرترية السودانية، وله ترعة رئيسية تسحب مياهها من نهر القاش كما يتبع المشروع محلجاً للقطن وإدارة مركزية لمياه الشرب، ويزرع المشروع قطنا، وقد أثارت الصحف السودانية هذا الحدث الذي يشكل خطورة كبيرة على عدة مشاريع زراعية سودانية تعتمد في ريها على نهر القاش الذي يربط بين إرتريا ومنطقة كسلا السودانية.
قالت جريدة المنار السودانية الصادرة في 1/1/1965م إن إسرائيل ترتع على بضع كيلومترات على حدودنا، وتستثمر الأراضي العربية الإرترية وتستعمل نفس الأنهر التي نعتمد عليها في السودان وهي (القاش-بركة-النيل الأزرق)..وتزرع الفاكهة وخاصة الموز وتربي الماشية لتصدرها إلى إسرائيل.
أما جريدة الصحافة السودانية الصادرة في 2/12/1964م فبعد أن استعرضت بالتفصيل المدى الذي بلغه التسلل الإسرائيلي في إرتريا قالت "وواجبنا أن ننتبه إلى هذا الخطر الإسرائيلي الذي أصبح يهددنا تهديداً مباشراً، فالسكوت عليه خطأ مهين وخطر. وواجبنا ثانياً اتخاذ خطوات أكثر إيجابية مع الدول التي تتعاون مع إسرائيل وتمهد لها كل الوسائل لتقيم كل هذه المشاريع.
* أعطت الحكومة الإثيوبية إسرائيل منطقة عايلت الزراعية في مديرية مصوع وصار منظر الجرارات الضخمة ومعدات الزراعة التي تحمل شارة إسرائيل مألوفا، وتهيمن شركة (أتاجن) الإسرائيلية على هذا المشروع، كما منحت الحكومة الإثيوبية 72,000 ألف فدان من أخصب الأراضي الارترية للمزارعين الإسرائيليين بعد أن انتزعتها بالقوة من الفلاحين الإرتريين مالكي الأرض الشرعيين.
* بموجب الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة الإثيوبية وموشي دايان أصبحت سفن الصيد الإسرائيلية تجوب شواطئ إرتريا وتصيد الأسماك وتتخذ ميناء مصوع الارتري مركزاً لها بعد أن طردت الحكومة الإثيوبية جميع الصيادين العرب اليمنيين الذين كانوا يمارسون الصيد في سواحل إرتريا.
* تسيطر شركة (هارون إخوان) الإسرائيلية على تجارة الاستيراد والتصدير في ارتريا كما تقوم شركة (سوليل بونيه) الصهيونية ببناء مطار أسمرة الجديد.
* يساهم الهستادروت – الاتحاد العام لعمال إسرائيل- بنشاط كبير في عدة شركات تجارية وصناعية في إرتريا.

التغلغل العسكري
* أقامت إسرائيل مدرسة عسكرية في مدينة (دقي امحري) في إرتريا لتدريب الجنود الإثيوبيين على حرب العصابات لمواجهة الثوار الإرتريين، ويدير هذه المدرسة مجموعة من الخبراء الإسرائيليين، وقد تخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة في سبتمبر 1964م، ويبلغ أفراد هذه الدفعة 300جندي كوماندوس.
* في مستهل أبريل 1964م، أرسلت الحكومة الإثيوبية 6 كولونيلات من البوليس الإرتري إلى تل أبيب لقضاء فترة تدريبية هناك، ثم أتبعتهم بـ22 ضابط آخرين.
* زارت إرتريا بعثة إسرائيلية برئاسة مدير المخابرات الإسرائيلية وطافت معظم مديريات إرتريا حتى وصلت مناطق الحدود الإرترية-السودانية، ومكثت في إرتريا أسبوعا من 5/4 إلى 12/4/ 1964م.
* سمحت الحكومة الإثيوبية لإسرائيل ببناء قواعد عسكرية في الجزء الغربي من إرتريا وأهم هذه القواعد قاعدتا (رواحباب) و(مهكلاي) وهي تقع بالقرب من الحدود الإرترية - السودانية، وتقوم الطائرات الإسرائيلية بالطيران المباشر بين هذه القواعد وتل أبيب.
مراكز التجسس الإسرائيلية في إرتريا
سمحت الحكومة لإسرائيل بتأسيس مركز للاستخبارات الإسرائيلية في أسمرة ويقوم هذا المركز بالتجسس على الدول العربية المجاورة لإرتريا.
فقد اكتشفت شبكة تجسس إسرائيلية في مصر وسوريا إبان الوحدة واعترف الجواسيس بأن التعليمات كانت تصلهم مباشرة من مركز الاستخبارات الإسرائيلي في أسمرة.
كما اكتشفت حكومة السودان في عام 1963م شبكة تجسس إسرائيلية دُرب أفرادها على فنون التجسس في مركز الاستخبارات الإسرائيلي في أسمرة عاصمة إرتريا.
إسرائيل و"الخدمات الطبية" في إرتريا
إن نشاط إسرائيل في إرتريا قد تجاوز الحدود الاقتصادية والعسكرية إلى الحياة العامة لشعب إرتريا.
فقد استخدمت الحكومة الإثيوبية الأطباء الإسرائيليين في مستشفيات إرتريا، ومنحتهم إدارة عدد من المستشفيات منها مستشفى مدينة مصوع وعصب..وبعد حصول إرتريا على الاستقلال في عام 1991م ونجاح ثورتها ومقاومتها عادت الآمال إلى الشعب الإرتري وعاد يحلم بعودة الأراضي التي أخذتها إثيوبية وأعطتها للمزارعين الإسرائيليين وحلم الشعب بعودة المصانع إلى يديه وحلم بإرتريا الحرة المستقلة.
لكن كانت الصدمة أقوى مما هو متوقع فقد وقعت إرتريا مجدداً تحت نير احتلال لهو بحق أقسى وأكثر ظلماً من الاحتلال الإثيوبي..وهذا الاحتلال هو الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي الذي عمل بالاتفاق مع الصهيونية العالمية لتنصيب العميل أسياس أفورقي رئيساً لإرتريا تحت رفض ومعارضة شعبية كبيرة لكنها لم تحقق من معارضتها إلى الآن أي شيء سوى أنها تعرضت للقتل والتعذيب والسجن والتهجير.
ومن ثم إتباع سياسة التصفية الجسدية للثوار الذي جلبوا الحرية لإرترية، وبدأت عملية التصفية الجسدية بزعماء جبهة التحرير الإرترية وبالمناضلين الأوائل وسجن من تبقى وهجر الآخرون وضاع حلم الشعب الإرتري بالاستقلال. فلم يهنئوا بإرتريا ولم يعودوا إليها؛ لأن العميل أسياس أفورقي لم يوفر لا مشفى ولا مصنع ولا أرض زراعية إلا ومنحها لأصدقائه اليهود الذين عاثوا في إرتريا فساداً فزادوا من قواعدهم العسكرية وزادوا من وجودهم فيها وزادوا من مزروعاتهم وسرقاتهم لمنتوجات إرتريا وتحويلها من أسمرة إلى تل أبيب بل أصبحت مع كل أسف أسمرة تل أبيب أخرى في جنوب الوطن العربي.
وفي 2/12/2009م أوردت صحيفة الصحافة الغراء - نقلا عن وكالات - حديث الخبير ألاستخباري الإسرائيلي يوسي ميلمان عن قيام تل أبيب بعمليات استخبارية داخل دولة إرتريا من بينها عمليات تتعلق بعدد من الدول العربية علي رأسها ( مصر –السودان-اليمن) واعتبر ميلمان بحسب الصحافة في تقرير نشر له في صحيفة (هاأرتس) التي يعمل بها محللاً للشؤون الأمنية عدم تعيين سفير لتل أبيب بإرتريا حتى الآن يعد (أمراً خطيراً)، مشيراً إلى أن إرتريا من أهم الدول الإستراتيجية لسياسة تل أبيب الخارجية. وإنها كانت وما زالت منطقة تجمع لعدد من العمليات السرية للمخابرات الإسرائيلية ونقطة مراقبة لعدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسودان واليمن علاوة علي أنها (مركز) لطرق البحر الأحمر وإيلات.
أوضاع المسلمين في إرتريا
يعد المسلمين في اريتريا أوسع انتشاراً من سائر أصحاب المعتقدات الأخرى. وتتجاوز نسبة المسلمين الـ 60% من جملة السكان أي حوالي مليوني ونصف من جملة أربعة ملايين ومائة وسبع وخمسين ألف نسمة لعام 1999م.
ومسلمو إرتريا سنيون، ويشكل المسلمون انتشاراً واسعاً في مديريات دنكاليا وسمهر والساحل وسنحنيب وبركة ومعظم القاش، ويختلطون بالنصارى في غرب الهضبة الوسطي في حماسين وسراي..وقد شكل المسلمون الغالبية في المناطق السفلى الشرقية والغربية في حين شكل المسيحيون سيطرة في مناطق المرتفعات.
ويمثل الرشايدة المجموعة السكانية المسلمة الوحيدة في إرتريا التي حافظت على لغتها وثقافتها وتحاشت التزاوج مع سائر القبائل الارترية والاندماج معها.
وتتعدى السيادة الإسلامية في إرتريا نسبة العدد من السكان إلى المساحة التي يعشون فيها حيث تمثل أكثر من 80% من مساحة إرتريا.
فقد اعترفت الحكومة الإرترية بخمس مجموعات دينية هي: المسيحيين الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، المسلمين، ومنذ مايو 2002م حرمت كل الأشكال الأخرى من الممارسات الدينية.
وضع المسلمين التعليمي والثقافي في اريتريا
يعد التعليم إحدى معايير اختبار العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق في إرتريا فالمسلمون في إرتريا يشعرون أنهم لم يمنحوا فرصاً تكافئ حجمهم فقد كانت نسب المسلمين عشية التحرير في جامعة أسمرا الجامعة الوحيدة في إرتريا حوالي 10% وكان بها يومئذ حوالي 130 طالب وطالبه وبعد مرور أكثر من عشرة أعوام تحديداً في عام 2001م كان بالجامعة حوالي 5000 طالب وطالبة.
غير أن المسلمين كانوا حوالي 500 طالب وطالبة مما يعني أن النسبة لم تتجاوز العشرة في المائة رغم هذه المدة الطويلة، وربما يعزي أحجام المسلمين إلى احتمال أن سياسة تطبيق وفرض لغة الأم في التعليم على المناطق المسلمة التي تطالب بإلحاح باللغة العربية حالت دون تفاعل الطلاب مع العملية التعليمية؛ مما أثر على تحصيهم الأكاديمي وأضعف قدراتهم التنافسية أمام المسيحيين الذين يعيشون توافقاً مع النظام الحاكم.
أما على مستوى البعثات الخارجية فإن فرص التعليم التي أتيحت في الدولة العربية ثم رفضها من قبل النظام لأسباب غير معروفة إلا لبعض أبناء إرتريا في دول الخليج، وحتى في الفرصة التي أتيحت لأبناء إرتريا في جنوب إفريقيا لم تتجاوز نسبة المسلمين 2% من جملة الطلاب الذين ابتعثوا والذين لم تتجاوز أعدادهم أكثر من 500 طالب وطالبة.
تعد اللغة العربية لغة الدين والثقافة للجماعات المسلمة في إرتريا، حيث أن سكان السواحل والمنطقة الغربية ظلت على تواصل مع جذورها في اليمن والجزيرة العربية والسودان وظلت تستخدم اللغة العربية في مصالحها المختلفة إلى جانب أنها تمثل لغة التواصل لهذه المجموعات في محيطها الإقليمي كما أصبحت اللغة العربية لغة التواصل اليومي لسكان المدن في مناطق المسلمين، فأخذت اللغة العربية تحتل بعداً أعمق من حيث أنها أصبحت وسليه التعبير الثقافي لقطاع عريض من المجتمع وتعزز دورها بانتقال آلاف من اللاجئين الإرتريين في السودان والمغتربين في الدول العربية.
كما أنها اكتسبت شرعية إضافية من خلال تعامل القوى السياسية بالثنائية اللغوية منذ فترة تحقيق المصير إلى مرحلة الثورة وحتى ما بعد الدولة التي لا زالت تصدر أدبياتها وخطابها باللغتين العربية والتقرينية.
ولعل هذه الحقيقة التاريخية التي دفعت أول برلمان إرتري لاتخاذ اللغتين في التعاملات الرسمية كأساس للتوافق والتعايش بين أقاليم إرتريا.
وهنالك صحيفة إرتريا الحرة التي تصدر باللغة العربية والتقرينية، أما بالنسبة إلى الحركة الأدبية في إرتريا فإنها محدودة.
وضع المسلمين الاقتصادي في إرتريا
يتسم وضع المسلمين الاقتصادي في إرتريا بالضعف والفقر رغم موارد إرتريا الغنية حيث إن أكثر من ثلث السكان يعيشون في أقصى الفقر وأكثر من النصف يعيشون على أقل على واحد بر في اليوم ويعزي ذلك إلى حرب التحرير الطويلة التي استمرت أكثر من ثلاثين سنة..فكانت مناطق المسلمين منطلقاً ومسرحاً للمقاومة طيلة سنوات الثورة كما أنها شكلت بعد الاستقلال منطلقاً للمعارضة؛ الأمر الذي أسهم في تدمير بنيات المسلمين الاقتصادية.
وتعتبر الزراعة والرعي أهم الأنشطة الاقتصادية للمجموعات المسلمة في إرتريا في المرتفعات أما الرعي فتنشط فيه بكثرة المجموعات المسلمة علي الأراضي الساحلية وفي المنخفضات الغربية..ويعمل كثير من المسلمين بالتجارة فسجلت الإحصائيات في التجارة الداخلية خلال منتصف التسعينات وجود نحو 3200 تاجر رخص له بمزاولة مهنه التجارة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 المصادر:
* (استقلال إريتريا.. أعوام مديدة من التضحيات )- مصطفى عاشور – إسلام أون لاين
* التاريخ الإسلامي- محمود شاكر- الجزء 16.
* موقع (مشكاة نت)
* (أوضاع المسلمين باريتريا) -عطا محمد أحمد كنتول- موقع المجموعة العلمية العراقية

================================================================================

الأيغور شعب مسلم

هناك كثير من الشعوب الإسلامية التي لا نعرف عنها لا القليل ولا الكثير: متى دخلوا الإسلام؟ ومن هم؟ وأين؟ وماذا يفعلون؟
من هذه الشعوب .. شعب الأيغور الذي يعيش في جمهورية تركستان الشرقية التي تقع تحت الحكم الصيني حاليا.. ظهر منها علماء أثروا الحضارة الإسلامية كالسمرقندي والزمخشري وساعدت جيوشهم بصورة كبيرة في الفتوحات الإسلامية التي وصلت رومانيا وغيرها من الدول الأوربية
تقع تركستان الشرقية في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكيستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا. تعد حضارتهم من أقدم الحضارات، وإن لم يتفرغ - وللأسف - أحد من باحثي الحضارات لدراستها حق الدراسة
كيف دخل الإسلام تركستان الشرقية؟

دخل الإسلام تلك الأرض على يد القائد الإسلامي المجاهد "قتيبة بن مسلم الباهلي" عام 88 - 96هـ، ومن بعده بدأت ثمار الاتصال الحضاري بين الإسلام والحضارات الأخرى، فتحول التركستانيون للإسلام تحت قيادة زعيمهم "ستوف بغراخان" خاقان الإمبراطورية القراخانية عام 323هـ - 943م، وقد أسلم مع هذا القائد أكثر من مائتي ألف "خيمة" عائلة، أي ما يقارب مليون نسمة تقريبًا.

وارتفعت البلاد في النواحي الحضارية لا سيما في عهد "هارون بوغراخان" حفيد الزعيم السالف ذكره، وكانت أوقاف المدارس تشكل خمس الأراضي الزراعية، وقد سُمِّي القائد هارون (شهاب الدولة وظهير الدعوة)، وكان ينقش لقبه هذا على النقود.

وقد استمر انتشار الإسلام بين الخيام "القبائل" بالآلاف مثل قبائل القرقيز -التغزغز - الغز السلاجقة - القرلوق، وقد عرفوا فيما بعد بوقوفهم القوي مع الإسلام، وكانت فتوحاتهم في بلاد الدولة الرومانية سببًا في إعادة تشكيل أجزاء واسعة من خريطة الشرق الأوسط وتركيا الحديثة فيما بعد في التاريخ الوسيط، ومع ذلك كانت أجزاء أخرى لا تزال في الوثنية غارقة تحارب الدعوة الإسلامية وتناصبها العداء بدعم من الصينيين، ومن أشهر تلك القبائل "الكورخانوين" (الدولة الكورخانية)، وقد كان أبرز من تصدى لهذه القبائل السلطان علاء الدين محمد الخوارزمي، وكان من أشهر المعارك التي انتصر فيها المسلمون على هؤلاء الوثنيين موقعة "طراز".

كان للسامانيين من شعوب منطقة آسيا الوسطى وإيران وشمال أفغانستان دور كبير في تثبيت دعائم الإسلام في تركستان الشرقية، فقد كانوا يُطبّقون سياسة الجهاد بالسيف من ناحية، والتبشير السلمي من جهة أخرى، فنشطت الجامعات والمدارس في هذه المناطق؛ لدعم العمل الدعوي والعلماء المتفرغين للدعوة الإسلامية، وكان أوجّ نشاطها في القرن الرابع الهجري
المعاملة العادلة:

أما خلفاء الدولة الإسلامية فكانوا يحرصون على إشراك أهالي البلاد المفتوحة في حكم بلادهم وإدارة شئونها، ويعد ذلك العصر الذهبي للدعوة الإسلامية بين الأتراك الشرقيين، فظهر منهم الجنود والقادة والحكام والعظام في العلم النبوي الشريف والحضارة الإسلامية أمثال: البخاري – مسلم – الترمذي – البيهقي – ابن سينا – محمد بن موسى الخوارزمي – الزمخشري – السمرقندي – عبد الله بن المبارك – الفضيل بن عياض – سفيان الثوري
http://limaaslama.blogspot.com/2010/10/blog-post_4847.html
==================================================================================


نعرض في موضوعنا اليوم إلى قضية من أهم قضايا العالم الإسلامي, وسنتفحص بعين ثاقبة جرح من أهم الجراح التي عانى منها جسد الأمة الإسلامية, وبيد طبيب سنكشف عن هذا الجرح عل الإحساس بآلامه يعود للأمة الإسلامية فتنهض بهمة محاولة إيجاد حل لإيقاف نزيف هذا الجرح,ثم البحث عن علاج جذري له.

 يعيش هذا الشعب المسلم في الجهة الغربية لبورما"أراكان المحتلة" في الحدود مع بنغلاديش حيث يضطر للهجرة الجماعية في البحر بحثًا عن عيش أفضل من القهر والعبودية التي يعيش فيها.
أراكان المحتلة هي الدولة الإسلامية التي تكاد أن تُنسى من أذهان كثير من المسلمين مع مرور الأيام والسنين ، وهي تقع في جنوب غرب بورما البوذية والساحل الشرقي من خليج البنغال، تحدها من الشرق سلسلة جبال أركان التي تعتبر امتدادًا لجبال هملايا وتجعل أراكان منفصلة تمامًا عن بورما البوذية وتعطيها شكل وحدة جغرافية مستقلة،كما تمتد حدودها من الشمال مع بنجلاديش،بينما يمتد ساحلها على خليج البنغال،ويتجاوز عدد سكانها الأربعة ملايين ونصف المليون نسمة حوالي 70% منهم مسلمون،يعرفون باسم « الروهنجيا » و25 % بوذيون يعرفون باسم « الماغ » ، 5 % أقليات أخرى من النصارى والهندوس وعباد الظواهر الطبيعية ! ومازال المسلمون يعانون الأمرين من القمع الذي تقوم به الحكومة البورمية البوذية منذ احتلال هذه المنطقة من قبل الملك البوذي (بودوبيه) عام 1784 م وإلى الآن ومما يجدر ذكره أن أماكن المسلمين الروهنجيا ليست في أركان فقط ، وإنما في العديد من المواقع بما فيها العاصمة رانجون .
تاريخ المسلمين في بورما يتحدر شعب الروهينجا من جذور عربية وفارسية وهندية وتركية، ولغته خليط من البنغالية والفارسية والعربية، وأفراده من ناحية الشكل أشبه بسكان شبه القارة الهندية، غير أنهم في السلوك لا يختلفون عن السكان البوذيين، ويتحدثون البورمية ويفهمون التاريخ والحضارة البورمية. وصل الإسلام إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، في القرن السابع الميلادي، عن طريق التجار العرب، حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها (48) ملكًا مسلمًا على التوالي بين عامي 1430م - 1784م، وقد تركوا آثارًا إسلامية من مساجد ومدارس وغيرها.

وفي تقرير  بتاريخ 25 سبتمبر1960م المسلمون في الحدود هم من مواطني بورما الأصلاء ونسبتهم هناك 99%. وفي تقرير وزير الدفاع السابق ونائب رئيس الوزراء أوباسوي في لقاء عام في منطقة منغدو أمام الملأ أعلن أن المسلمين هم من أهل بورما وليسوا غرباء ودخلاء وهم من المواطنين البورميين الأصليين، مع ذكر شواهد تاريخية كثيرة.
احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي) عام 1784م,وضم الإقليم إلى بورما خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد؛ حيث دمر كثيرًا من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة.
واستمرّ البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ المقيمين في الإقليم على ذلك خلال فترة احتلالهم التي دامت40 سنة، وانتهت بمجيء الاستعمار البريطاني في العام 1824م، الذي ضم بورما إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية.
جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية عام 1937م ، وعُرفت بحكومة بورما البريطانية. تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم، وشُرّد مئات الآلاف خارج بلادهم وقد كان ذلك عام 1942م. 
كانت أوضاع المسلمين في البلاد قد ازدادت تدهورًا منذ الانقلاب العسكري عام 1962 م, إذ اتجهت الدولة منذ ذلك الحين إلى طرد المسلمين من الوظائف الحكومية والجيش. وتتحدث منظمات حقوق الإنسان الدولية عن انتهاكات صارخة يتعرض لها مسلمو الروهينجا بولاية أراكان؛ إذ يتعرضون للمضايقات وتقييد حرية الحركة، وتُفرض عليهم الأحكام العرفية، وتُدمّر منازلهم، فضلًا عن تقييد حرية العبادة.
 تعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل. ووصلت جرائم الحكومة إلى شن حملة إبادة غير مباشرة ضد مسلمي بورما لمنع تنامي أعدادهم. وقد وصلت حدة الإجراءات العنصرية إلى منع المسلمين من التنقل خارج الإقليم، حتى بات السفر إلى العاصمة رانجون، أو أي مدينة أخرى، جريمة يعاقب عليها القانون إلا بعد الحصول على تصريح.
 كما تم حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات إلا في حدود ضيقة، فيما يُعاقب من يذهب للخارج بطي قيده من سجلات القرية، ومن ثم اعتقاله عند عودته. وقد مارست السلطات هناك أبشع صور التطهير العرقي ضد المسلمين، وهو ما أجبر أكثر من 1.2 مليون مسلم على الفرار من بيوتهم، ليعيشوا لاجئين في بنجلاديش والهند وباكستان والسعودية ودول الخليج.
هذا الطرد الجماعي إلى خارج الوطن، يُعد بالنسبة لمسلمي بورما مأساة متكررة، مثلما حصل في العام 1962م عقب الانقلاب العسكري الفاشي، حين طرد أكثر من (300.000) مسلم إلى بنغلاديش، وكذلك في العام 1978م حين طرد أكثر من نصف مليون مسلم في أوضاع قاسية جدًا، مات منهم قرابة (40.000) من الشيوخ والنساء والأطفال، حسب إحصائية وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي العام 1988م، تم طرد أكثر من (150.000) مسلم، بسبب بناء قرى نموذجية للبوذيين، في محاولة للتغيير الديموغرافي.
عام 1991م طُرِد قرابة نصف مليون مسلم، عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة، وذلك انتقامًا من المسلمين لأنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب المعارض.
إن مأساة شعب الروهينجا المسلم مستمرة منذ عقود طويلة، فالأغلبية العظمى منهم يحترفون الزراعة ونسبة قليلة منهم تعيش على التجارة ورغم ذلك يتعرضون لمضايقات جمة، إذ تُفرض عقوبات اقتصادية عليهم، مثل الضرائب الباهظة، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلاّ للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد، وذلك بغرض إبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار. كما تُشن عليهم بين الحين والآخر حملات مصادرة وسلب لممتلكاتهم، ليتم توزيعها على البوذيين.
 وأخيرًا فإن مسلمي الروهنجيا جرح إسلامي غائر، فمنذ أكثر من 50عامًا،وهم يعانون أشد المعاناة من ممارسات الاحتلال البورمي لهم وتشرد مليوني مسلم، ولم يتفاعل أحد معهم إلا النذر القليل.
http://us3.harunyahya.com/Detail/T/GPZPJDBN186/productId/32486/%D8%B1%D8%B3%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%80%D9%88%D8%AD%D8%A9_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA_%D9%81%D9%8A_%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%85%D8%A7 
=================================================================================

جمهورية قرغيزستان (عاصمتها - بشكيك)، هي إحدى جمهوريات آسيا الوسطى التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق.

يحدها من الشمال والشمال الغربي "كازاختسان"، ومن الشرق والجنوب الشرقي "الصين"، ومن الجنوب "طاجيكستان"، ومن الغرب "أوزبكستان".

وتبلغ مساحتها 198ألف كيلو متر مربع، ويسكنها ما يزيد على 4.6 مليون نسمة، وتصل نسبة المسلمين فيها إلى 80% من عدد السكان، وهم عبارة عن قوميات مختلفة  

نسبة المجموعات العرقية (تقديرات 1999):
64.9% قرغيز.
13.8% أوزبيك.
12.5% روس.
1.1% دونغان.
1% أوغور.
1% أوكرانيون.
5.7% عرقيات أخرى.

تعرضت "قرغيزستان" للاحتلال الشيوعي لأكثر من سبعين سنة، والذي كان له أثر كبير في إبعاد الناس عن دينهم ومسح هويتهم الإسلامية.

وبحمد الله تم استقلال هذه البلاد عام 1991م، وتخلصت نسبيًّا من السيطرة الشيوعية، مما أتاح الفرصة للدعاة والعاملين في مجال الدعوة وللمؤسسات الإسلامية للعمل في هذه البلاد، التي كانت أرضًا خصبة للدعوة.

ومما يدل على ذلك وجود بعض الشعائر التي لم تكن معهودة من قبل؛ كعودة الشباب إلى الصلاة في المساجد، وبدء ظاهرة الحجاب الشرعي بين أوساط الفتيات، وكذلك ازدياد عدد المساجد، ويظهر ذلك جليًّا للمقارن بين حال البلاد عام 1993م، ووضعها الحالي في عام 2001م.

الدين:
80% مسلمون.
16% مسيحيون (معظمهم روس أرثوذكس).
4% ديانات أخرى وطوائف أخرى مثل البهائيين وشهود يهوه.

أكثر "القرغيز" و"الأوزبيك" مسلمون من المذهب الحنفي، وأكثر الروس ملحدون أو مسيحيون.

وقد ارتد مؤخرًا آلاف من المسلمين إلى المسيحية وإلى ديانات أخرى؛ حسبما جاء في تقرير حكومي مؤخرًا، وقد ارتد نحو خمسة عشر ألف مسلم إلى المسيحية، والتحق منهم إلى جمعيات تبشير مختلفة وفقا لما جاء بتقارير في بعض القنوات الوثائقية

=============================================

غانا لم تعد بلداً مسيحياً

على مدار عقود طويلة كانت البعثات التنصيرية في غانا تعمل بلا كلل، تنفق وتبني، تطعم وتكسو، تطعن في الإسلام وتعلم العهد الجديد في كل مكان، تغير الخريطة الديموغرافية للبلاد، فإن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع عدد النصارى من 53% عام 1973 إلى 64% عام 1992.

لكن الحسرة هي سيدة الموقف التنصيري في غانا اليوم، فقد تبددت جهود عشرات السنين وبدأ الإسلام ينتشر بشكل ليس له مثيل.
الشبكة المسيحية العالمية (  (Christian World Newالمعروفة اختصاراً بـ(CWN) أبدت انزعاجها الشديد من ارتفاع أعداد المسلمين في غانا في مقال لها مؤخراً أكدت فيه أن غانا التي كانت معقلاً للمسيحية في غرب إفريقيا على مدى 20 عاماً لم تعد أمة مسيحية. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة المسيحية تابعة لـوكالة البث المسيحية (CBN) التي أسسها القس الشهير بات روبرتسون وصارت وكالة ضخمة تشاهد برامجها في 180 دولة وتذاع برامجها بـإحدى وسبعين لغة.

وعلى حد تعبير الشبكة التنصيرية العالمية فإن هذا التراجع المسيحي في غانا يعود إلى :"حملة تحويل غانا إلى أمة مسلمة التي شنتها بعض البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة".
يضيف المقال أن غانا التي كانت نسبة المسيحيين فيها تزيد على ستين في المائة والتي كانت توصف بأنها أمة مسيحية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1957، ارتفع عدد المسلمين فيها إلى ما يقارب نصف السكان - وأغلبهم من السنة -، والنصف الآخر يتقاسمه المسيحيون والوثنيون.
ويعرب "إيمانويل دانكوا ميريكو" مدير إذاعة ( صوت الشهداء المسيحيين) في غانا عن خيبة أمله قائلاً: "غانا كانت توصف في الماضي بأنها بلاد مسيحية، أما الآن فالأمر لم يعد كذلك، إن مجرد القول بأن غانا بلاد مسيحية قول لا نصيب له من الصحة، بل إنني أجزم بأن المنطقة المركزية التي كانت مهداً للمسيحية في غانا ابتلعها الإسلام, وأن العاصمة أكرا - أكبر مدن البلاد - يوجد في كل ضاحية بها مسجد".
ويضيف:" هذه المساجد تبنى من قبل الكويتيين والإيرانيين وبلدان إسلامية أخرى، إن انتشار الإسلام هو شيء خطير جدا".
ويستطرد إيمانويل مشيراً إلى أن جامعة إسلامية دينية قائمة الآن في العاصمة (أكرا) وهو الشيء الذي لم يكن ليسمع عنه قبل سنوات قليلة- على حد تعبيره.
رمتني بدائها وانسلت
بالطبع لم يكن متوقعاً أن يدرك المنصرون والرؤوس الدينية المسيحية في غانا أن فشل جهودهم لعشرات السنين وازدهار الإسلام هناك يرجع إلى عظمة هذا الدين وميل الفطرة إليه مهما طال التشويش العقدي.

لم يطالبهم أحد بإدراك هذه الحقيقة ولكن المثير للسخرية حقاً أنهم يرجعون الصعود الإسلامي إلى استغلال البلاد الإسلامية للفاقة والفقر في غانا ببناء المدارس الإسلامية المجانية وإمداد الغانيين بالغذاء والكساء والمال.

لطالما كانت هذه هي طريقة المنصرين، وإذا كان الإسلام يحث على تأليف القلوب بشتى الوسائل الشرعية وجعل للمؤلفة قلوبهم سهماً زكوياً فلقد مورس هذا الأمر إسلامياً برقي كبير، فالقاعدة الإسلامية أنه لا إكراه في الدين، والمسلمون عندما يطعمون الفقراء لا يساومونهم على العقيدة فهم يعلمون أن لهم في كل ذي كبد رطبة أجراً.
لكن المنصرين هم الذين طالما اعتمدوا أسلوب المساومة والقهر العقدي .. فالكتاب المقدس لديهم في يد وحفنة الأرز أو سترة البرد في اليد الأخرى.
كيف يسوغ لهم ادعاء أن إغراء العائلات الفقيرة هو السبب وراء الصعود الإسلامي والحملات التنصيرية كانت وما زالت توفر الغذاء والكساء والتعليم المدرسي وتقوم بالتمييز بين المسلمين والنصارى في دخول الجامعات حتى إن المسلم ليضطر إلى تغيير اسمه ليتمكن من دخول الجامعة.

كيف استطاع الإسلام في سنوات قليلة من الجهد الدعوي الإسلامي أن يهزم عشرات السنين من الإلحاح التنصيري المدعوم بالأموال الطائلة والأفراد؟
الوثائق تشير إلى أن أولى محاولات التنصير في غانا تعود إلى القرن الخامس عشر عندما وصل البرتغاليون إليها. لكن القرن التاسع عشر شهد وضع حجر الأساس للكنيسة في غانا، وبدء النشاط التنصيري بشكل واسع فقد بنوا المدارس الكثيرة حتى إن معظم المدارس الثانوية الكبرى في غانا اليوم بناها المنصرون.
تحريض ضد المسلمين
على الرغم من أن العلاقات بين المسلمين والنصارى في غانا يسودها الهدوء، بل إن غانا تعد نموذجاً للتعايش السلمي بين الطرفين في الوقت الذي تعاني فيه القارة الإفريقية من عنف طائفي وتوترات لا حد لها- إلا أن المنصرين يصرون على التحريض ضد المسلمين.
وسط الصعود الإسلامي المثير لحسرة وخيبة المنصرين دفعهم إلى القيام بـ"تحريض استباقي" ضد المسلمين زاعمين أن ارتفاع أعداد المسلمين سيؤدي إلى حوادث عنف ضد السكان المسيحيين.
هل يهدفون بهذا إلى تضييق حكومي أو عالمي على النشاط الدعوي لوقف الصعود الإسلامي المتنامي في البلاد؟
على أية حال لطالما وقفت الحكومة الغانية موقفاً محايداً وسمحت لجميع الأطراف الدينية بممارسة نشاطاتها بحرية.
تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات في غانا لم يرصد أي حوادث عنف أو توترات بين المسلمين والمسيحيين، التوترات المرصودة كانت بين الطوائف المسيحية ولا عزاء للتنصير.
وبحسب التقرير فإن التطرف والدعوة للتعصب والمضايقات أتت من قبل المجموعات الإنجيلية بشكل خاص.