2010/11/06

كيف وصل الإسلام إلى رومانيا ؟


بدأت الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة بجهود فردية . وكان معظم الدعاة من العناصر التركية وكان أول استقرار لاميرين من أمراء السلاجقة عز الدين وساروسلطين سنة (661هـ - 1262م ) وأقاما مع جيوشهما في بلده باباداغ وباشرا الدعوة للإسلام في النطاق الساحلي الشرقي من رومانيا وظلت الدعوة قائمة على جهود الأفراد مدة قرنين من الزمان هاجر خلالها العديد من الأتراك المسلمين إلى ما يعرف حالياً باسم رومانيا وفي سنة ( 1814هـ - 1411م ) استولى العثمانيون على منطقة دبروجة التي تشكل ساحل رومانيا ، ثم فتح العثمانيون والاشيا في سنة (819 هـ - 1416م ) ثم ترانسلفانيا . وهكذا أصبحت الأراضي الرومانية تحت النفوذ العثماني ، وذلك في حركة توسعية شملت البلقان وما يجاورها



وأخد الإسلام ينتشر بين سكان المناطق المفتوحة في معظم شرق أوروبا وتحولت أسر ، وقرى ومدن بأكملها إلى الإسلام ، ونتيجة حرية العقيدة ، فضلت شعوب هذه المنطقة الخضوع لحكم الأتراك على الخضوع لحكم المسيحين ، فقد قبل أهل ترانسلفانيا الحكم التركي على الخضوع لحكم أسرة هابسبرغ المسيحية المتعصبة ، وكذلك فعل أهل المجر . وتعرض المسلمين بعد الحرب العالمية الأولى للاضطهاد فهاجرت الآلاف إلى تركيا وهاجر العديد أيضاً بعد الحرب العالمية الثانية بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم واستيلاء روسيا وبلغاريا على أجزاء من رومانيا .



ويوجد المسلمين في شرقي رومانيا في منطقة ( دبروجة ) على ساحل البحر الأسود في مقاطعتي فنسطنطة وتولسيه وفي مدينة بوخارست وتحمل بعض المدن أسماء إسلامية مثل مدينة المجيدية في جنوب رومانيا على البحر الأسود وباباداغ في الشمال.





يوجد في رومانيا 72 مسجداً من المساجد الأثرية القديمة 
منها مسجد هونكيار بني سنة (1278هـ -1861م ) ، ومسجد أنادولكيوى، ومسجد باباداغ ، ومسجد عصمهان سلطان ومسجد همزجا .، لكن أغلبها مغلق وغير صالح للعبادة ، وأصبح البعض منها مجرد آثار سياحية ،



وإجراء الترميم أو الصيانة للمساجد في رومانيا يحتاج إلى موافقة وزارة السياحة والآثار الأمر الذي يؤدي إلى معاملات معقدة ويصطدم بمعوقات بيروقراطية كثيرة 


تذكر الإحصائيات أن المسلمين في رومانيا كانوا يزيدون عن المليون مسلم ، إلا أن هذا الرقم تناقص بدرجة كبيرة ولا يوجد حاليا إحصائيات دقيقة عن عدد المسلمين في رومانيا ؛ شأنها في ذلك شأن أغلب دول شرق أوروبا .
وينحدر مسلمو رومانيا من قوميتين رئيسيتين هما : الأتراك والتتار ، إلى جانب أعداد قليلة من الغجر والسيجان ، وقليل من الرومان ، كما يتركز المسلمون في مناطق مطلة على البحر الأسود وهي مجيدية ـ المدينة التي أسسها السلطان العثماني عبد المجيد ، إبان الفتوحات العثمانية لشرق أوروبا ـ والمحمودية ، وإقليم دبروجيه الشمالي ، وتعد هذه المناطق من أجمل المناطق الرومانية .


وتعتبر مدينة مجيدية أكبر منطقة تجمع للجالية الإسلامية في رومانيا ؛ إذ يعيش فيها لوحدها ما يزيد عن سبعة آلاف مسلم من أصول تركية وألبانية
وتترية ، كما أن القرى المحيطة بها ذات غالبية مسلمة مثل قرية ( فاليادجلور) وقرية (باسراب) التي بها أحدث المساجد في رومانيا .
ويعاني مسلمو رومانيا من العديد من المشكلات التي أثرت تأثيرا واضحا على إسلام أكثرهم وتكمن هذه المشاكل في أن أكثرهم لا يعرفون إلا القليل عن الإسلام ؛ بسبب الحكم الشيوعي الذي حكم البلاد فترة طويلة من الزمن ، حيث عانى المسلمون الكثير من أساليب الشيوعية ، وما أتبع ضدهم من قتل وتشريد وسجن .


كما يعاني المسلمون في رومانيا من شدة الفقر ؛ فهم في غالبيتهم من الفلاحين والعمال البسطاء كما تفشت بينهم العصبية والقومية والتقوقع والإنكفاء على الذات وعدم ا لتغلغل في المجتمع الروماني وحتى من يعتنق الإسلام من الرومان لا يجد الرعاية المطلوبة من أئمة المساجد وأفراد المجتمع المسلم . ( منقول بتصرف )




  


ليست هناك تعليقات: