2010/10/09

حوار مع ميكائيل بليخيو

ميكائيل بليخيو - ، السويدي الذي أسلم و فتح مدرسة إسلامية لتعليم الإسلام لأبناء الجالية المسلمة في السويد: أصبحت ظاهرة المتحولين إلى الإسلام في الغرب ملفتة للنظر , فأعداد الغربيين الذين أسلموا ويسلمون باتت مدهشة للغاية , و لم يعد الأمر مقصورا على فئة دون أخرى بل إنّ المتحولين إلى الإسلام في الغرب يتنمون إلى الجنسين معا ، و إلى مختلف المستويات العلمية والأكاديمية , كما فعل أخيرا الفيلسوف السويدي هوجان لارسون الذي أعلن عن إسلامه في السويد , وقد حدث ذلك بعد دراسات مستفيضة عن الإسلام قام بها لارسون الذي توجّ كل ذلك بإعلان إسلامه في مدينة مالمو في الجنوب السويدي
ومن هؤلاء المتحولين السويدي ميكائيل بليخيو الذي سمّى نفسه إبراهيم , لم يكتف بإعلان إسلامه بل تعمقّ في الدراسات الإسلامية وفتح مدرسة إسلامية في مدينة أوبسالا السويدية لتعليم أبناء الجالية المسلمة في السويد تعاليم دينهم ...و قد كان لنا معه هذا اللقاء ..
هل لك أن تحدثنا عن حياتك قبل الإسلام في السويد ؟


على إمتداد حياتي و منذ أن بدأت ذاكرتي تعي كنت على الدوام أؤمن بأنّ الله موجود , لكن هذا الإعتقاد لم يكن مؤثرّا في حياتي , أو موجها لها , فهذا الإعتقاد كان في واد , و حياتي في واد آخر , لقد كانت حياتي مليئة بالمشاكل والعقد والإنكسارات , فقد توفيّت أمي عندما كان عمري 14 سنة , و سافر أبي إلى منطقة أخرى وقطن فيها , وتولى أخي الأكبر رعايتي , و كان مرا في رعايته لي , الأمر الذي جعلني أتوجّه إلى شرب الخمور و أتعاطى المخدرات – الحشيش على وجه التحديد. والحمد لله أنني إكتشفت الإسلام, الذي منحنى الطمأنينة و اليقين والآمان و نقلني من دوائر الضياع و الهلكة و إلى دائرة النور والإستقرار و العبودية , وقد إكتشافي للإسلام إلى معرفة كم هي الجاهلية مضرة للإنسان , و كم هي الهداية خلاقّة ورائعة و تصون فطرة الإنسان
وكيف إكتشفت الإسلام !

عندما كان عمري 17 سنة تعرفّت على عائلة من إرتيريا تقيم في السويد , و كنت عندما أزور هذه العائلة كنّا نتناقش حول الديانات و الإسلام , و الخصوصية الموجودة في الإسلام و ما إلى ذلك من المواضيع ذات الصلة , وهذه النقاشات لم تكن لتوصلني إلى الإسلام , فقد كنت أعتبرها مجرد نقاشات عادية خصوصا بعد أن إستقرّ آلاف المسلمين في السويد و أصبحوا ظاهرة حقيقية , و أعترف أيضا أنني بدأت أحب هذه النقاشات الحيوية , حيث عندما بلغت سنّ العشرين إستعرت النسخة السويدية من القرآن الكريم و أخذت أقرأ بتمعّن كل ما ورد في القرآن الكريم , وكان يهمني في هذه المرحلة عقد مقارنة بين الإنجيل وقد كنت قرأته والقرآن الذي تعرفت عليه حديثا .و الطريف أيضا أنّ العائلة الإرتيرية قالت لي : أنّ القرآن مقدس بالنسبة للمسلمين  ولا يجوز لمسه إلاّ إذا كان الإنسان متوضئا , و نصحوني بالوضوء لقراءة القرآن الكريم , فوجدت نفسي أتوضأ تلقائيا بعد أن دلوني إلى كيفية الوضوء ..
و ضعت القرآن الكريم التي ترجمت معانيه إلى اللغة الإنجليزية و التي قام بها عبد الله يوسف علي  في كيس , و في داخله قصاصة ورق كتب عليها كيفية الوضوء , و توجهت إلى بيتي , حيث توجهت رأسا إلى الحمام وبدأت بالوضوء كما كتب لي على الورقة , و عندما إنتهيت من الوضوء شعرت بإشراقة ما في قلبي و أحسست براحة عجيبة جديدة عليّ , وبعد الوضوء شرعت في قراءة معاني القرآن الكريم .
الله أكبر , مشاعر عدة إنتابتني وأنا أقرأ القرآن , فرح داخلي و إنفراجة في الصدر , و أدركت تلقائيّا أنني مسلم ..و ظللّت أقرأ القرآن الكريم , و أقرأ , لم أشعر مطلقا بالملل , وبعد ثلاثة أسابيع من قرأءة القرآن و بعض الكتب نطقت بالشهادتين , قائلا : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله , عليه الصلاة والسلام .
وبعد أن أسلمت لم أتمكن في بادئ الامر من الذهاب إلى المسجد لإعلان شهادة إسلامي , كنت أظنّ أنّ المسلمين و كما يصورهم الإعلام الغربي أصحاب لحى طويلة وكثيفة و يحملون دوما سكاكين لقتل الناس , لكن و عندما توجهت إلى المسجد وجدت كل الرعاية من المسلمين الذي ساعدوني و إستوعبوني .

هل أثرّ عليك عدم إلتزام كثير من المسلمين بإسلامهم ؟

هذا يتوقف على نوعية السلوك , فإذا كان المسلم في الغرب أو في العالم الإسلامي لا يصلي , فالله تعالى هو الذي سيتولى أمره , و ربما الأثر يختلف عن أثر تأثير الجرائم التي يقترفها بعض المسلمين في الغرب حيث أن ذلك يؤثرّ سلبا على نمو الإسلام في السويد وفي الغرب على السواء ..
فأنا عندما أحدث السويديين غير المسلمين عن الإسلام كونه دين سلام وآمان , ثمّ يتعرض هؤلاء السويديون للسرقة من قبل أشخاص مسلمين , فهذا الشيئ ينزع الصدقية عن دعوتي الإسلامية وسط السويديين والغربيين .
إنّ عدم إلتزام المسلمين بإسلامهم في الغرب يؤثّر إلى أبعد الحدود على تطور الإسلام وتكامله في الغرب وخصوصا قضايا المعاملات , ولهذا عندما نحدث الغربيين عن الإسلام يحدثوننا فورا عن السرقات والإغتصاب والسطو وبيع المخدارت التي يضطلع بها أشخاص يحملون أسماء إسلامية للأسف الشديد , و هنا تبدأ صعوبة دعوة الغربيين إلى الإسلام الذين يربطون فورا بين تصرفات المسلمين والإسلام و يعتبرون هذه التصرفات السيئة من وحي الإسلام .

ومع كل ذلك , كيف ترى مستقبل الإسلام في الغرب والعالم ؟

يعتبر الإسلام من الديانات الأكثر إنتشارا في أوروبا و يمكن القول أنّ للإسلام مستقبلا كبيرا في أوروبا , منذ أن أسلمت وإلى يومنا هذا شاهدت إقبال الآلاف على الإسلام في كل أوروبا , وسيصبح بالتأكيد الديانة الأكثر إنتشار من شمال أوروبا وإلى جنوبها , وأنظر على سبيل المثال إلى إنتشار الإسلام في فرنسا , فعلى رغم دعاية اليمين المتطرف ضد الإسلام والمسلمين هناك , إلاّ أنّ الإسلام يتطور ويتقدم بشكل مدهش في فرنسا وغيرها ..
وكما يقول الحديث النبوي الشريف أو الذي معناه أنّ الإسلام سيشّع مجددا على الكون والمعمورة . وعالميا ستحول الإسلام إلى أصعب رقم في المعادلة الدولية , و الدلائل والمؤشرات كلها تدلّ على ذلك
http://www.nashiri.net/interviews-and-reports/interviews/2991--.html

ليست هناك تعليقات: