2010/11/11

الكاثوليكية التي صارت رئيسة لاتحاد المسلمات



باركين نيانيتش
الإسلام اليوم/ خاص
(لقد اخترتُ الإسلام لأنه أعطاني الحقوق التي لم تمنحني إياها الكاثوليكية) هكذا بدأت الإسبانية "لورا رودريجيز" قصة اعتناقها الإسلام, مركِّزة حديثها على حقوق المرأة المهاجرة في إسبانيا.
وُلدت لورا رودريجيز لأبوين كاثوليكيين، وتلقَّت تعليمها في المدارس الكاثوليكية، وبعد أن اعتنقت الإسلام أعلنتها قوية.."لقد اخترت الإسلام لأنه أعطاني الحقوق التي لم تمنحني إياها الكاثوليكية، مثل الحرية الفردية والحقوق القانونية وحق التعليم والعمل، حتى الحق في المعاشرة الزوجية".
توضح رودريجيز, الرئيسة الحالية لاتحاد النساء المسلمات في إسبانيا، أكثر فتقول: "لا يمكن للمرأة الكاثوليكية أن تتواصل مع الله بشكل مباشر، كما أنها ليس لها الحق بالطلاق، ومهمتها إنجاب الأطفال فحسب، وحتى وقت قريب، تحتاج المرأة الإسبانية الحصول على موافقة رسمية من أزواجهن لفتح حساب مصرفي" هذا ما أشار إليه يوسف فرنانديز أوردونيز، أمين الاتحاد الإسلامي في إسبانيا، والذي تتبعه المنظمة التي تقودها رودريجيز.
وعندما سُئلت رودريجيز: لماذا نجد النساء في البلدان المسيحية أكثر حصولًا على التعليم وعلى الحقوق الشخصية وأكثر تواجدًا في الحياة العامة والخاصة بالمقارنة مع نظيراتهن المسلمات؟ أجابت: لا يمكننا تقييم أوروبا من خلال منظور مسيحي، فربما يكون الأفراد مسيحيين، لكن الكنيسة فقدت قوتها للتأثير على المجتمع.
على الرغم من ذلك تؤكِّد رودريجيز أنها حصلت على المزيد من الحقوق بعد اعتناقِها الإسلام، لكنها في الوقت ذاته أقرَّت بأنه لا يزال هناك عمل كثير ينبغي القيام به لتحسين أوضاع المرأة المسلمة والمهاجرين، وخاصة في إسبانيا، وكانت رودريجيز قد عملت في قضايا الهجرة في السنوات السبع عشر الماضية، لذلك ترى أن المهاجرات يواجهن المزيد من الصعوبات بالمقارنة مع نظرائهن من الرجال.
وبرغم ما يُعرب عنه أوردونيز بتقديره سياسة الحكومة الإسبانية الحالية, بقيادة خوسيه لويس ثاباتيرو لحزب العمال الاشتراكي، وخاصة تجاه المسلمين, مضيفًا أن "ثاباتيرو" هو أول رئيس وزراء يلتقي رسميًّا مع ممثلي الجالية الإسلامية, كما أنه أول مَن قام بتقديم الدعم المالي للمسلمين أيضا", فقد أعربت رودريجيز عن قلقها حيال المرأة المسلمة بوجه خاص.
وأردفت قائلة: "لم تحرز الحكومة أي تقدم حيال تحسين حقوق المرأة المسلمة, فالقوانين المتعلقة بالمساواة بين الجنسين لا تشمل القضايا الدينية, حيث لا توجد ممثلات عن المرأة في المجلس الإسلامي الذي يحاور الحكومة".
التحيُّز ضد الإسلام
ووجّهت رودريجيز انتقادها بشدة لوسائل الإعلام الإسبانية, حيث قالت: إن وسائل الإعلام هناك لا تتحدث فقط عن الإسلام بدلالات سلبية، ولكنه يصوّر أيضًا المسلمين والمسلمات بشكل فيه تعريض، حيث يصِم الرجال بالعنف والهيمنة والسيطرة، بينما تُصور السيدات بالخانعات والضحايا.
"لقد قمنا بتنظيم معرض للمسلمين في اسبانيا, لكن الصحافة لم تظهر اهتماما به, أما إذا قلنا إننا سنعرض المرأة في العصور الوسطى بمدريد، كانت جميع أنواع وسائل الإعلام ستلاحقنا".
وأضافت رودريجيز: إن الإسلام يتم تعريفه بالتطرف والإرهاب، إلى جانب أنه يخصّ المهاجرين فحسب بدلًا من أن يُنظر إليه في إسبانيا على أنه جزء من الهوية الأوروبية: "هذه هي مشكلة الهوية, لقد ولدنا أوربيين، ولكننا نعتنق الدين الإسلامي في الوقت الحالي, لذا فقد صار الإسلام هو أيضًا جزءًا من الهوية الأوروبية".
بينما يوضح أوردونيز أن المسلمين المهاجرين في إسبانيا يندمجون إلى حدٍّ ما في المجتمع بشكل جيد؛ فقد شدَّد هو ورودريجيز على أن البعد الاجتماعي للمشاكل التي تواجه المسلمين في إسبانيا تتفاقم بسبب التحيُّز ضد الإسلام والمهاجرين، وكما تقول رودريجيز: "نحن علمانيون ولسنا متطرفين, لذا إذا ما حاولت أن أدخل إلى حزب سياسي سأقابل بالرفض بسبب حجابي".
المصدر بالانجليزية

ليست هناك تعليقات: