2010/11/25

إسلام ثمامة بن أثال رضى الله عنه


بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، سيد أهل اليمامة وكان ذاهب إلى مكة لأداء العمرة ( عمرة الجاهلية ) وكان ثمامة يحاول قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى به لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة ؟ قال: عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر وان كنت تريد المال فسل منه ما شئت, فتركه حتى كان الغد أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة ,فقال عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال، فسل منه ما شئت, فتركه حتى كان بعد غد ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال :عندي ما قلت لك. فقال: أطلقوا ثمامة.. فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلى من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فسيره رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرته، وعلمه، فخرج معتمراً، فلما قدم مكة، وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد، قالوا: صبأ ثمامة، فقال: والله ما صبوت ولكنني أسلمت وصدقت محمداً وآمنت به، والذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة حنطة من اليمامة ، حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف إلى بلده، ومنع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم، أن يكتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله.
صلي الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله وإنك -أيها الرسول- لعلى خلق عظيم، وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق.
ورضي الله عنك يا ثمامة وأعزك ورفع قدرك ودرجاتك كما عززت رسول الله ودينه وأذللت المشركين بموقفك هذا.
 

المصدر : البداية والنهاية لأبن كثير... وصحيح البخاري.

ليست هناك تعليقات: