2010/11/01

المسلمون إرهابيون.. عدا %99.6 منهم!!


عنوان المقال ليس من عندي، لكنه خلاصة تقرير نشرته الشرطة الأوروبية
«يوروبول» وتناقلته «بعض» وسائل الإعلام، وجاء ليصدم كثيرا من المتابعين
والمراقبين في الغرب الذين كانوا يتوقعون أن يلقي التقرير بالتهمة على
المسلمين، كما حاول كثير من وسائل الإعلام أن يصور جميع المسلمين، أو
الغالبية العظمى منهم، كإرهابيين، فجاء هذا التقرير الصادر عن أعلى مؤسسة
أمنية أوروبية ليفاجئ معظم الغربيين بل كثيرا من المسلمين، فمنذ أحداث
الحادي عشر من سبتمبر والأنظار تتجه إلى المسلمين باعتبارهم مصدر الإرهاب
في العالم.

ولم تبق وسيلة إعلامية أو مركز دراسات متخصص إلا وبحث هذه القضية التي
أصبحت من القضايا المسلّمة عند كثير منهم، فهذا التقرير الصادر عن الفترة
من 2006 وحتى 2009 الذي نشر على موقع
(loonwatch.com)
اختار هذا العنوان
«الساخر» ليعبر عن حالة الرعب التي ترسمها صور الإعلام وبعض السياسيين في
الغرب، وقد جاء في التقرير أن مروجي «رهاب الإسلام» (الإسلاموفوبيا) يعملون
من أجل نشر ادعائهم بأن «ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين
(تقريبا) مسلمون».

ورغم أن هذه الفكرة أخذت تصبح بديهية في بعض الدوائر، فإنها ببساطة ليست
صحيحة، وقد استند التقرير إلى سجلات الـ «أف.بي.آي» (مكتب التحقيقات
الفيدرالي الأميركي) الذي بين أن %6 فقط من الهجمات الإرهابية داخل
الولايات المتحدة من 1980 إلى 2005 نفذت بأيدي إسلاميين متطرفين، أما
الـ%94 الباقية من الهجمات فقد نفذتها مجموعات أخرى، فـ%42 نفذتها مجموعات
من أميركا اللاتينية، و%24 نفذتها مجموعات يسارية، و%7 نفذها يهود متطرفون،
و%5 نفذها شيوعيون، و%16 نفذتها جميع المجموعات الأخرى، وفي الواقع فإن
نسبة ضخمة من الهجمات الإرهابية في أوروبا (%99.6) نفذتها مجموعات غير
إسلامية.

وفي عام 2007 وقعت في أوروبا 583 عملية إرهابية كان من بينها أربع عمليات
فقط وجهت لها صفة «الإسلامية» بصفة رسمية حيث وقعت اثنتان منها في بريطانيا
وواحدة في الدنمارك وواحدة في ألمانيا، بينما كان هناك 532 عملية قامت بها
مجموعات انفصالية، و21 عملية قامت بها مجموعات يسارية، وهكذا يمضي التقرير
ليحدد طبيعة العمليات التي وقعت في أوروبا وتوصف بالإرهابية، ليتبين أن
العمليات التي وصفت بـ «الإسلامية» لا تتجاوز %0.4 من مجمل العمليات التي
توصف بالإرهابية في أوروبا!! فما السر في هذه «الضجة» حول الإرهاب
«الإسلامي» بينما يتجاهل الجميع مئات العمليات الإرهابية التي يقوم بها
الانفصاليون واليساريون وغيرهم؟ يجيب التقرير: «التصور ليس هو الواقع،
ونتيجة لنفوذ ودعاية التيار اليميني، هناك أناس يعتقدون خطأ أن (الإرهاب
الإسلامي) هو أكبر تهديد للعالم الغربي، حتى إن هناك اعتقادا شائعا بأن
(الإرهاب الإسلامي) يشكل تهديدا وجوديا، أي أن بقاء العالم الغربي بحد ذاته
مطروح في الميزان، هناك تهويل وتركيز متعمدان عندما يتعلق الأمر بأعمال  يرتكبها مسلمون، ما يروج لفكرة أن جميع الإرهابيين (تقريبا) هم مسلمون».

ليست هناك تعليقات: