2010/10/26

إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي

 
الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة قدم مكة ورسول الله

صلى الله عليه وسلم بها فمشى إليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل انك قدمت

بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا

وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين

الرجل وبين زوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا فلا تكلمه

ولا تسمع منه قال الطفيل فو الله ما زالوا بي

حتى أجمعت أن لا اسمع منه شيئا ولا اكلمه فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا يعني قطنا فرقا

من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين قال فغدوت يوما إلى

المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه

فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت في

نفسي واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما

يمنعني من أن اسمع من هذا الرجل ما يقول فان كان

الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته فمكثت حتى انصرف

إلى بيته ثم اتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه فقلت يا محمد إن قومك قالوا لي

كذا وكذا فو لله ما تركوني يخوفوني أمرك حتى سددت أذني

بكرسف ثم إن الله أبى إلا أن يسمعنيه فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك

فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا عليه القران فقال لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من

هذا ولا أمرًا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي الله

إني امرؤ مطاع في قومي أنا راجع إليهم إلى الإسلام فادع الله إن يكون لي عونا

عليهم فيما ادعوهم إليه فقال اللهم اجعل له آية قال فخرجت إلى قومي حتى إذا

كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في

غير وجهي فاني أخشى أن يظنوا أنها مُثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم فتحول

النور فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي

كالقنديل المعلق فدخل بيته واسلم والدي وزوجي ... .


ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد غلبتني دوس

فادع الله عليهم فقال اللهم أهد دوسا وات بها .....وقال لي : اخرج إلى قومك فادعهم وأرفق بهم فخرجت إليهم فلم

أزل بأرض دوس ادعوها ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن

أسلم من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين

أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا

مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ففعل فشعار

الأزد كلها إلى اليوم مبرور قال الطفيل ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى فتح الله مكة ......

إن الطفيل بن عمرو كان له صنم يقال له ذو الكفين فكسره وحرقه بالنار وقال يا

ذا الكفين لست من عبادك ميلادنا أقدم من ميلادك إني حشوت النار في فؤادك

رجع الحديث إلى حديث الطفيل الأول قال فلما أحرقت ذا الكفين بان لمن بقي ممن

تمسك به أنه ليس على شيء فأسلموا جميعا ورجع الطفيل بن عمرو إلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى قبض فلما ارتدت العرب خرج

مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها ثم سار مع المسلمين

إلي اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقتل بن الطفيل بن عمرو باليمامة شهيدا

ليست هناك تعليقات: