2010/10/24

مارتن لينجز

* وجدت فى الإسلام ذاتى وشعرت لأول مرة بقيمة حياتى

* التصرف أخذ بأسباب الحياة الظاهرة ومنع القلب من التعلق بها

* الإسلام دين يتفق مع العقل والفطرة ويهتز له الوجدان

ولد فى (لانكشير) شمال انجلترا فى يناير 1909، لأبوين بروتستانتيين، أخضعاه لتربية ملتزمة ، ورأيا فيه النباهة والولاية منذ صغره ،فلم يعترضا عليه فى شئ طوال حياته. وشب مارتن لينجز على أكمل ما يبغيان ،فقد رزقه الله ذكاء وتعمقا فى الفهم، وكان محبا للاطلاع منذ صغره.

وأمضى طفولته فى أمريكا حيث كان يعمل والده. ثم عاد إلى بريطانيا وتنقل فى دراسته بين كليتى كليفتون وماجدولين ثم فى مدارس اكسفورد للدراسات الشرقية والأفريقية بلندن.

وحينما بلغ العشرين من عمره واتسعت مداركه ونضجت أفكاره ، قرر ترك دينه وعلل ذلك بعدم اقتناعه بأنه الدين الحق.



ثم قضى مارتن لينجز خمس سنوات ملحدا لا يدين بدين وحصل أثناء هذه الفترة على ليسانس الآداب بقسم اللغة الانجليزية ثم عاد إلى مطالعة الأديان وأخذ ينقب فى كتب التراث عن الديانات المنتشرة فى العالم ليقرأ عنها جميعا.

وانكب على دراستها وفق التخصص الذى يطلق عليه بالمصطلح المعاصر علم مقارنة الأديان وكان دليله فى دراسته كلمات سيدنا عيسى عليه السلام: (ملكوت الله فى داخلكم اطلبوا فتجدوا اقرعوا فيفتح لكم).

فشعر بعد هذه الدراسات المتعمقة أنه لا يستطيع مواصلة الإلحاد. حيث استوقفه دين الإسلام كشريعة لها منهاج يتفق مع المنطق والعقل وآداب تستسيغها النفس ويهتز لها الوجدان فاستشعر حينئذ أنه وجد نفسه فى هذا الدين الذى يتفق مع فطرة الإنسان.

وحصل على الماجستير فى 1938 وهو فى العاصمة الفرنسية باريس اجتمع ببعض المتصوفين التابعين للطريقة الشاذلية من المغرب والجزائر وبعد محادثات واطلاعات ومحاورات.

شرح الله تعالى صدره لدين التوحيد فأشهر إسلامه على يد (عيسى نور الدين) السويسرى الجنسية وأحد مريدى الشيخ الجزائرى أحمد العلوى وغير اسمه بعدها ليصبح أبا بكر سراج الدين وشرع فى تعلم العبادات وأركان الدين الحنيف.

النور الإلهى

وصار صديقا مقربا للكاتب الفرنسى المسلم الصوفى (رينيه جينو) حيث اقتنع لينجز تماما بصحة نقده القاسى للحضارة الغربية وكان له تأثير كبير على فكره وتوجهه وأثمر لقائهما أنوار الهداية التى اجتمعت فيما عرف بمدرسة التراث.

وكان من أحد نتائجها الحاسمة نقد العالم الحديث فى تضخمه المادى واكتشاف الحكمة التى تربعت فى قلب كل الأديان والتى تعد النور الفطرى الذى خلقه الله فى قلوب الناس والذى يمكن منه دعوتهم للحق.

ويذكر دوافع اعتناقه للإسلام قائلا: لقد وجدت فى الإسلام ذاتى التى افتقدتها طوال حياتى وأحسست وقتها أننى إنسان لأول مرة فهو دين يرجع بالإنسان إلى طبيعته حيث يتفق مع فطرته وقد شاء الله لى أن أكون مسلما وعندما يشاء الله فلا راد لقضائه وهذا هو سبب إسلامى أولا وقبل كل شئ.

ويؤكد أن هناك أسبابا أخرى أثرت عليه وجعلته يهتم بالإسلام وهى كتب مؤلف كبير اعتنق الإسلام وأصبح من قمم المتصوفة وهو الشيخ عبدالواحد يحيى حيث يقول عنه :لقد تأثرت بكتبه التى صنفها عن الإسلام حتى أننى لم اقرأ كتبا من قبل فى مثل عظمتها مما دفعنى لأن أسعى لمقابلة من كان سببا فى إسلامى.

فجئت إلى مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ ثم يضيف قائلا: لقد استفدت منه كثيرا فقد كان بحق عالما كاملا بعلمه وأكثر ما تعلمته منه الزهد فى الدنيا وهو ما تسمونه التصوف.

ولكنه يؤكد أنه ليس انعزالا عن الدنيا ولكنه أخذ بأسباب الحياة فى الظاهر والإعراض عنها بالقلب فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم لخص معنى التصوف كله فى حديثه الشريف: (كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).

أو ما قاله فى حديث آخر: (إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) وهذا هو مفهوم التصوف الذى تعلمه من الشيخ عبدالواحد يحيى والذى قاده على حد قوله إلى العبودية الخالصة لله سبحانه.

فأصبح متصوفا فى مجتمعات تموج بالفتن وإغراء الملذات وتفرغ للدعوة إلى الله فى بلاده يحدده الإيمان بأن المستقبل للإسلام الذى هو الدين الحق المرسل لكل بقاع الأرض.

الحياة اختبار

وفى عام 1940 سافر الشيخ أبى بكر سراج الدين إلى مصر لزيارة صديق قديم له فى جامعة القاهرة فؤاد الأول آنذاك ولدراسة الإسلام واللغة العربية وتوفى صديقه وتولى المنصب الذى كان يشغله حيث عين محاضرا فى الأدب الانجليزى ودرس لطلاب كلية الآداب فكر وأدب شكسبير.

وكان الحدث السنوى البارز فى حياته وقتها اخراج مسرحية من مسرحيات شكسبير فى الجامعة تجلت فيها مواهبه وعبقريته المسرحية وكان حبه لشكسبير إلهاما لتلاميذه للتفوق على أنفسهم وكان عمق فهمه للمغزى الروح لأعماله نبعا انبثق منه كتابه (سر شكسبير .. أعظم مسرحياته فى ضوء فن المقدسات).

وتزوج لينجز عام 1944 من (ليزلى سمولى) التى أسلمت أيضا وغيرت اسمها إلى رابعة وكان منزلهما فى قرية نزلة السمان بالهرم ملاذا آمنا لكثير من المصريين والأجانب ممن كانوا يستشعرون هموم وثقل الحياة الحديثة.

وكان قد أتقن اللغة العربية تماما فشد رحاله بصحبتها حاجا إلى بيت الله الحرام وزائرا لرسوله صلى الله عليه وسلم.

وأمضى فى مصر أربعة عشر عاما متصلة، وتمنى أن يبقى فيها طيلة حياته، ولكن الأحداث السياسية حالت دون ذلك.

ففى أعقاب ثورة 1952 خرجت مظاهرات معادية للبريطانيين، قتل فيها ثلاثة من زملائه فى الجامعة، وتم تسريح الأساتذة الإنجليز من الجامعة ،ونشر قبل رحيله كتابا بعنوان: (كتاب اليقين ..المذهب الصوفى فى الإيمان والكشف والفرقان)، وذلك خلال دراسته للحصول على ليسانس فى اللغة العربية
له من المؤلفات :

1-الدين الضمني
2-عظمة القرآن : الخط و التنوير
3-العودة إلى الروح : الأسئلة و الأجوبة
4-قصائد شعرية في التصوف
5-مكة : من البدء حتى الآن
6-الساعة الحادية عشرة : الأزمة الروحية في العصر الحديث نور التقاليد و النبوة
7-العقائد القديمة و التشاؤم الحديث
8-ما هو التصوف
9-سر شيكسبير : أعظم مسرحياته في ضوء الفن المقدس ( و كان متخصصا في أدب شيكسير )
10-فن شيكسبير المقدس : لنأخذ على عاتقنا أسرار الأشياء
11-ولي صوفي في القرن العشرين : الشيخ أحمد العلاوي، تراثه و تركته الروحية
12-الرمز و النموذج البدائي : دراسة في معنى الوجود
13-محمد (صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم) : حياته بناء على أقدم المصادر
14-كتاب اليقين : العقائد الصوفية : الحكمة و المعرفة "اللدنية"

هذه أسماء كتبه بالانجليزية مع المصادر

The Underlying Religion (World Wisdom, 2007) ISBN 978-1933316437
Splendors of Qur'an Calligraphy And Illumination (2005), Thesaurus Islamicus Foundation, Thames & Hudson, ISBN 0-500-97648-1
A Return to the Spirit : Questions and Answers (2005), Fons Vitae, ISBN 1-887752-74-9
Sufi Poems : A Mediaeval Anthology (2005), Islamic Texts Society, ISBN 1-903682-18-5
Mecca: From Before Genesis Until Now (2004), Archetype, ISBN 1-901383-07-5
The Eleventh Hour : the Spiritual Crisis of the Modern World in the Light of Tradition and Prophecy (2002), Archetype, ISBN 1-901383-01-6
Collected Poems, revised and expanded (2002), Archetype, ISBN 1-901383-03-2
Ancient Beliefs and Modern Superstitions (2001), Archetype, ISBN 1-901383-02-4
What is Sufism (Islamic Texts Society, 1999) ISBN 978-0946621415
The Secret of Shakespeare : His Greatest Plays seen in the Light of Sacred Art (1998), Quinta Essentia, distributed by Archetype, (hb), ISBN 1-870196-15-5
Sacred Art of Shakespeare : To Take Upon Us the Mystery of Things (Inner Traditions, 1998) 0892817178
A Sufi saint of the twentieth century: Shaikh Ahmad al-°Alawi, his spiritual heritage and legacy (Islamic Texts Society, 1993) ISBN 0-946621-50-0
Symbol & Archetype : A Study of the Meaning of Existence (1991, 2006), Fons Vitae Quinta Essentia series, ISBN 1-870196-05-8
Muhammad : His Life Based on the Earliest Sources (Islamic Texts Society, 1983) ISBN 0-04-297042-3
The Quranic Art of Calligraphy and Illumination (World of Islam Festival Trust, 1976) ISBN 0-905035-01-1
The Heralds, and other Poems 1970
The Elements, and Other Poems (1967), Perennial Books
The Book of Certainty: The Sufi Doctrine of Faith, Wisdom and Gnosis Abu Bakr Siraj al Din 1952, 1970, 1992

ليست هناك تعليقات: