2010/10/02

رحلة البحث عن الذات

أبو بكر غاليغو، كاتب إسباني متميز




أبو بكر غاليغو، كاتب إسباني متميز، اعتنق الإسلام بعد رحلة طويلة
ومثيرة في البحث عن الحقيقة، ابتدأها في سن السابعة عشرة عندما قرأ كتابه
الأول في نقد الكاثوليكية، فالتحق بكليتي الحقوق والتاريخ في جامعة
سَراقسطة، وسرعان ما وجد نفسه- تحت تأثير المد اليساري- في أحضان الشيوعية،
ولكن الحس الجمالي الذي يفيض من أعماقه دفعه للفرار من طغيان الجنرال
“فرانكو” إلى باريس لدراسة الأدب والفلسفة في السوربون، حيث قُدر له أن
يلتقي بأحد أقطاب البوذية فأسلم له العقل والروح،


وترجم معظم كتبه إلى
الأسبانية، ثم لم يلبث أن تابع رحلاته في أنحاء أوربا، ليلتقي بزوجته في
عاصمة بولندا “وارسو” ويعود بها إلى موطنه، بيد أن أسئلة كثيرة ظلت معلقة
في ذهنه دون إجابة، ليعود مجدداً إلى المسيحية بعد أن طعّمها ببوذية الزن
“Zen”، ويجد نفسه أمام تناقض جديد وأشد ضراوة، ثم يفاجأ بقمع المشرفة على
جلساته التأملية التي حظرت عليه طرح تلك الأسئلة العميقة، فاتخذ قراره
الصارم باعتزال مجتمعه الذي اغترب عنه، ومنع ولديه من متابعة الدراسة في
المدارس الرسمية ليتولى تعليمهما بنفسه، حتى وصل به الحال إلى التفكير
جدياً باللجوء إلى إحدى قبائل الهنود الحمر في أمريكا!
ولكن يد العناية الإلهية كانت في انتظاره على غير ميعاد، إذ فوجئ في
إحدى رحلاته العائلية إلى غرناطة بدين مختلف لم يخطر على باله من قبل، ووجد
في سلوك المسلمين وشعائرهم ما يكفي من الفضول لطرح أسئلته المعلقة، فكان
قراره الحاسم باعتناق الإسلام مع زوجته وولديه، .

ليست هناك تعليقات: