الكاتب/ شامل إبراهيم

يقول أحدهم قبل أن يسلم: أقمت في إحدى البلدان الإسلامية عدت سنوات لم يدعني أحد إلى الإسلام، رغم ما كنت أحس به في داخل نفسي من رغبة كبيرة في التعرف على هذا الدين.

وفي أحد الأيام وجدت مطوية تتحدث عن الإسلامفأخذتها بشغف وقرأتها كاملة.
فكانت هذه الصفحات القليلة هي المفتاح الذي فتح صدري إلى هذا الدين والإقبال عليه، فما كان مني إلا أن اتصلت تلك الليلة بمكتب الجاليات الذي طبع المطوية وأخبرتهم عن رغبتي في التعرف على الإسلام. بعدها دخلت فيه ولله الحمد راضياً ومقتنعاً.

ثم بقيت سنة تقريباً أتعلم أحكام هذا الدين والتفقه فيه, عندها لم أتحمل الإقامة في هذه البلاد وأهلي في بلدي على ملة الكفر والضلال, فاستأذنت للعودة ورجعت لأكون داعية بين أهلي وأقاربي وفي مجتمعي.

وما هي إلا سنتان ويعود ذلك الرجل ليس لأجل البحث عن العمل وإنما للبحث عمن يدعمه لمواصلة جهوده الدعوية في بلده، فقد عزم على بناء مركز إسلامي كبير لرعاية أربعمائة شخص أسلموا على يديه كثمرة أولية لجهد لم يتجاوز السنتين.


وقفة: الحمد لله الذي منَّ علينا بأعظم النعم وأجلها وهي نعمة الإسلام، فكم من أمم تتخبط في ظلام الشرك والكفر، وكم من حسيب ووجيه وغني ورئيس لم تدركه رحمة الله.

فماذا قدمنا لخدمة هذا الدين العظيم؟

أخي الحبيب! خدمة الإسلام شرف ورفعة وعزة وعلو منزلة، واعلم أنها ليست قصراً على العلماء والدعاة ولا الأغنياء والموسرين, بل إن وسائلها كثيرة وميسرة لكل مسلم ومسلمة.
وتأمل في مهمة الأنبياء والمرسلين فهي ليست إعمار الأرض ولا بناء الدور والقصور وإجراء الأنهار وغرس الأشجار, بل إن مهمتهم الأساسية تبليغ الرسالة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

فليكن لك من ذلك نصيب لتقتفي أثرهم وتسلك منهجهم فتسعد في الدنيا والآخرة.

المصدر: كتاب/ تجارب دعوية ناجحة.