2010/10/01

جيفري لانج الملحد الذي اعتنق الاسلام



نشأت في أسرة نصرانية ,غير أني حينما صلب عودي أصبحت ملحداً .أنهيت دراستي الثانوية والجامعية .وأكملت الماجستر والدكتوراة في الرياضيات . ولم أر في النصرانية ولا اليهودية ما يبعث على الاهتمام ,وحينما أنهيت الدكتوراة صرت أتساءل : هل يكفي هذا ؟؟ هل أنا أعيش من أجل نيل هذه الشهادة ؟! ماذا بعدها!؟
وحينما أصبحت أستاذاً محاضراً في إحدى الجامعات .كان من طلابي شببة مسلمون ثلاثة .أحدهم أكثر حماساً لدينه من الباقيين , دعوني مرة للغداء ، وحينما ودعوني أهدوني القرآن , نسخة مترجمة باللغة الإنجليزية من القرآن , ففهمت أنها من الأكثر حماساً , وذات يوم أخذت أتصفح هذه النسخة ,فشدني القرآن المترجم ، وأخذت أقرأ ، وأقرأ ,أنهيت قراءة القرآن في ثلاث سنوات , وقد أمهلني ربي هذه السنوات الثلاث كلها , عشت فيها مع القرآن ,فوجدته يتعامل مع قارئه على أنه أحد شخصين , إما أنه مؤمن به ، فهذا يجد القرآن صديقاً حميماً , يحنو عليه ، ويقربه ويدنيه ، ويبشره ، ويشجعه ، ويمنيه ، ويرغبّه, النوع الثاني غير المؤمن به , وهذا يعلن القرآن العداء معه من أول لحظه . يحاوره ، ويتحداه ، ويجابهه بالحقائق التي تصدع أركانه , ويسخر منه سخرية مؤلمة، ويهدده ، ويتوعده , ويحصره في زاوية ضيقة ,ويجد نفسه في أحيان كثيرة يعيش ما توعده به القرآن يصرخ في النار , ويناله لهيبها ، ويتبدل جلده. كنت أنا هذا النوع الثاني , لذلك أخذ علي إكماله طول هذه المدة , كما أني وجدت فيه النصرانية الصحيحة واليهودية السليمة.



وذات يوم دخلت المسجد , كان يوم جمعة ، أول مرة في حياتي أدخل المسجد , لم أكن ذاهباً لأسلم , دخلت ، وأول ما لفت انتباهي أن الثمانين رجل الذين فيه جنسياتهم مختلفة , إذ هم من أكثر من عشرين دولة , ولكن تشرق في وجوهم روح المحبة لبعضهم , وتترقرق بينهم عبارات الأخوة ,وتغشاهم السكينة ، وتنزل عليهم الرحمة ,وبعد الصلاة جلست مع الإمام وبعض المسلمين ,وتبادلنا أطراف الحديث ، أخبرتهم أنني لست من المسلمين ,فحدثوني عن دينهم الذي عرفته من القرآن ,وعرضوا علي الإسلام , شعرت أنهم يتدخلون في شؤون حياتي الخاصة ..وهذا طبعنا نحن الغرب ! لا نسمح لأحد أن يتدخل في خصوصياتنا ..فصمتّ طويلاً ، كانت لحظة المواجهة مع نفسي ! قلت لنفسي : وماذا لو دخلت في هذا الدين العظيم .؟ قالت لي نفسي والشيطان : وماذا عن أصحابك الدكاترة ..وماذا عن أسرتك ، سيسفّهون أحلامك !!يا دكتور ، وماذا عن ملذاتك ، . . !!وجلست أحاور نفسي ..وعشت في دوامة، وكدت أن أقول لا .!لكن الله أنقذني بأن ذكرني وصية لأمي ,كانت تقول لي في صغري ,يا بني : إذا اقتنعت بشيء فامض ولا تأبه لملامة الناس .!!عدت إليهم من صمتي الطويل وقلت : نعم أقبل أن أكون مسلماً ..فكيف أكون مسلماً ؟ ظننتهم سيأمرونني بالاستعداد لاحتفال عظيم ,لأنه يوم تغير حياتي ، لكنهم فقط قالوا لي : قل أشهد لا إله إلاّ الله ، وأن محمداً رسول الله .!وحينما قلتها شعرت ببرودة عجيبة وراحة رائعة في صدري ..شعرت كأن كابوساً خرج من صدري ,وانطلقت في نوبة من البكاء .!!كانت المرة الأولى التي أذوق فيها طعم السعادة الحقيقية ,وتعجبت لماذا لا يبكي كل واحد منهم مثلي ,وهم يجدون الذي أجد من السعادة  !

ليست هناك تعليقات: