2010/10/18

قصة إسلام المخرج الأمريكي "مايكل وولف"



صورة الفيلم الذي اعلن وولف بعد اسلامه


أثار الفيلم الوثائقي الأمريكي الذي يحكي قصة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" اهتمام كبير في الأوساط الأمريكية  منذ العرض الأول له، حيث تعتبر المرة الأولى التي تقدم فيها قناة رسمية واسعة الإنتشار على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية وهي قناة PBS فيلم يتحدث عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام بشكل تفصيلي يستغرق ساعتين.
وأعد الفيلم "مايكل وولف" و"أليكساندر كرونيمير" واستغرق الإعداد له ثلاثة سنوات وكان قد تم  الإنتهاء تقريباً من تصويره  قبل أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تأخر استكماله وعرضه بسبب البحث عن حلقة مفقودة.
لم يعتمد الفيلم الوثائقي في طرحه على ممثلين باستثناء الراوي الذي يربط بين الأحداث حيث  كان الإعتماد  على أجراء لقاءات مع بعض المختصين في التاريخ والدين الإسلامي من المسلمين وغير المسلمين ومنهم الداعية الأمريكي "حمزة هانسون". 

ويتطرق الفيلم إلى الحديث عن الفارق بين الجهاد والعنف حيث يوضح الداعية هانسون أن الجهاد فرض بعد 13 عاما من إنطلاق الدعوة الإسلامية لمواجهة ما تعرضت له من إخراج المسلمين من ديارهم وحوربوا بسبب اعتناقهم للإسلام.
وتضيف الكاتبة "كارين أرمسترونغ" أن القرآن يوضح تحريم القتل في آيات عديدة ويؤكد على عدم المبادرة بشن الحروب ويستثني فقط الحالات التي لا تترك أمام المسلمين حلول سوى الحرب مثل وقوع الظلم أو الخطر على الدعوة، وقد انقسم الجهاد في المفهوم الإسلامي إلى قسمين أحدهما "الجهاد الأكبر"، وهو جهاد النفس للإبتعاد عن المحرمات والإلتزام، والآخر هو "الجهاد الأصغر" والمقصود به خوض المعارك عندما تحتم ظروف المسلمين ذلك. 
والمثير أن الموقع الالكتروني للفيلم أحتوى على تفاصيل كثيرة عن الدين الإسلامي والسيرة النبوية مما يجعل المطلع عليه يرى أنه حلقة مكملة للعمل لابد من الإطلاع لتكتمل الصورة والتوثيق، بالرغم من بعض الأخطاء التي وقعت فيه.



المخرج الامريكي وولف

إسلام الكاتب والمخرج "مايكل وولف"  
وشاركت عوامل عديدة في خروج هذا الفيلم بشكل إيجابي مغاير للبرامج الغربية التي تقدم الإسلام، ومن بين هذه العوامل الإختيار الجيد لبعض الضيوف من أمثال الشيخ "حمزة هانسون" الأمريكي الذي أسلم  وعكف على الدعوة، ومؤسس أكاديمية "الزيتونة" في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تهدف إلى إحياء التراث الإسلامي وترجمة العديد من المؤلفات الإسلامية إلى الإنجليزية، والباحثة البريطانية المعروفة "كارين أرمسترونغ" والتي كانت بالأساس راهبة إلى أن خرجت من الكنيسة لدراسة الأديان، ولها مؤلفات عديدة لتوضيح الصورة الحقيقية عن الإسلام للعالم الغربي.  
فضلا عن صاحب فكرة الفيلم وأحد منتجيه "مايكل وولف" والذي قدم قبل ذلك تغطية لرحلة الحج أذاعتها قناة CNN الأمريكية وسجلها في أحد كتبه.
ويحكي "وولف" عن قصة إسلامه بعد أن نشأ بين أب يهودي وأم مسيحية، قائلا: بعد 25 عاما من العمل ككاتب في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ اهتمامي بمناقشة قضايا التفرقة العنصرية فانتقلت للعيش في أفريقيا بين مجموعات من العرب والبربر والأوروبيين المسلمين وكان أول ما لفت انتباهي هو أن هذه المجموعة لم تبحث عن التعرف عن جنسيتي أو فكري ومظهري  لكنها سألتني عن ديانتي وعلمت عندها أن الميزان مختلف لديهم لتقييم الشخص على أساس ديانته  ومعاملاته، وتذكرت بعض قراءاتي عن الإسلام والتي كانت تقول أن الإسلام يمحو الفوارق العنصرية والمادية التي تسيطر على العالم اليوم. أحببت المغرب العربي أكثر من غيره وشعرت أنني أبحث عن إطار لحياة جديدة قد تكون مختلفة تماماً عن ما نشأت عليه، كنت أبحث عن توازن بين الروح والجسد وعلاقة لا تنفصل بين طبيعة الإنسان وفرائض الدين، ولا تتعارض مع الحرية، بمعنى آخر لا تفصل الدين عن العلم والحياة. 

ويضيف: وكلما تعرفت على الإسلام كنت أشعر أنه ضالتي التي أبحث عنها، وهذه الفكرة هي التي تحدث عنها أحد علماء الغرب قائلاً عن القرآن وتشريعاته "هذه هي التعاليم التي  مهما تقدمنا في أنظمتنا التعليمية وتفكيرنا وحديثنا نبقى عاجزين عن تجاوزها أو الخروج بأفضل منها"، لقد تحولت إلى الإسلام بعد فهم عميق لهذا الدين المثالي".
وعن تغطيته لرحلة الحج يقول: "بما أني من المولعين بالترحال كان وقت الرحلة الأهم في حياتي بعد إسلامي وهي زيارة "مكة المكرمة" وكان ذلك في شهر رمضان الذي لا يفصله عن الحج سوى شهرين فأعددت لتغطية الحج  وتقديمه للعالم من خلال أشهر القنوات الفضائية لتصل الصورة إلى العالم الغربي وإلى غير المسلمين".
أما عن الفيلم الوثائقي الأخير عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول "وولف": "هذا هو العمل الذي حلمت به ويحلم به أي منتج فنحن نقدم في هذا الفيلم الوثائقي القصة الأكثر أهمية في حياة شخص من كل خمس أشخاص في هذا العالم كونه مسلم، ولكنني في الواقع أوجه القصة للشعب الأمريكي من غير المسلمين والذين لم تتاح لهم الفرصة بسماعها بالشكل الصحيح، فأردت أن أعرف مجتمعي بديني الحقيقي والشخصية العظيمة التي حملت دعوته".
ويضيف: "ولازلت أتمنى فيما بيني وبين نفسي أن تنصهر شخصيتي تماماً في هذا الدين الذي أنتمي إليه، ورداً على كل من يهاجم تحولي إلى الديانة الإسلامية أقول لم أتاجر بهويتي الأمريكية أو أستبدل ديني ولكني بحثت عن معنى للحياة ووجدته في الإسلام واعتنقته عن إيمان وقناعة".
الجدير بالذكر أن الفيلم إلى جانب عرضه في قناة PBS سيتم عرضه في عدد من المدارس والجامعات والكنائس بهدف تقديم فهم صحيح للإسلام. 


المصدر : الحقيقة الدولية - وكالات - 22.5.2008

ليست هناك تعليقات: