2010/10/27

قضية حجابي وحَّدت المسلمين في إسبانيا

هي الفتاة التي تعاطف مع قضيتها أهل إسبانيا، مسلمين وغير مسلمين، ونشرت الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الإسبانية قضيتها ومعاناتها.. إنها "نجوى ملهى" الإسبانية من أصل مغربي، ابنة السبعة عشر ربيعًا، والطالبة بإحدى معاهد "بوثويلو دي ألاركون" الثانوية في مدريد، والتي تحظى باحترام زملائها ومدرسيها؛ لدماثة أخلاقها، وتميزِها في دراستها، واندماجها الإيجابي في معهدها.





"نجوى" كانت سعيدة بهذه الوضعية، إلى أن تحجبت في فبراير الماضي، الأمر الذي فاجأ حتى والديها, اللذان أرعبهما ردة الفعل المتوقعة من قِبل زملائها بالمعهد ومدرسيها وإدارة المدرسة. في البداية قابلت الإدارة قرار نجوى في بادئ الأمر بنوع من التجاهل، وكأنهم لم يأخذوا الأمر بجدية، لكن مع إصرار نجوى وعدم خلعها الحجاب، معتبرةً أن ذلك يدخل ضمن حرية المعتقد الذي يضمنه القانون الإسباني، بدأت الإدارة في الإجراءات القانونية، معتبرين ذلك تجاوزًا للقانون الداخلي للمعهد، الذي يمنع تغطية الرأس.

وبالفعل مُنِعت نجوى من دخول المعهد، في 7 أبريل 2010، كما تم استدعاء والدها للتوقيع على وثيقة تحتوي تُهمتَيْن للفتاة، أولاهما عدم احترام أوامر الأستاذ، وثانيهما مخالفة القانون الداخلي للمعهد بتغطية رأسها، ما دفع والدها في 13 أبريل 2010 إلى تقديم اعتراض على هذا القرار، مشفوعًا بوثائق من وزارة العدل تؤكد حرية المعتقد, ما أجبر إدارة المعهد على السماح لها بالدخول، لكن تم عزلها عن بقية زملائها، حيث تقبع منفردةً في قاعة الاستقبال، تعدُّ ساعات الدراسة الست وكأنها أعوام.

شبكة "الإسلام اليوم" التقت "نجوى ملهى" حيث روت لنا حكايتها مع الحجاب، وكيفية اتخذت قرار ارتدائه؟، وما الملابسات التي أحاطت بذلك؟، وكيف تعاملت مع ردود الفعل؟، وأخيرا ماذا عن خططها للمستقبل؟ فإلى تفاصيل الحوار:

متى قررتِ ارتداء الحجاب؟ وما الذي دفعك إلى ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم.. يعود ذلك إلى شهر فبراير الماضي.

هل مثَّلت الأسرة أو الصديقات أي مؤثر إيجابي دفعك لارتداء الحجاب؟

بالتأكيد فأنا من عائلة محافظة ووالدي رئيس المركز الإسلامي ببوثويلو.

لماذا عارض المعهد الذي تدرسين به ارتدائك الحجاب؟

الذي يعلنون عنه أن تغطية الرأس تتعارض مع القانون الداخلي للمعهد، الذي يمنع تغطية الرأس بأي شكل كان.

كيف كان رد فعلك على موقف المعهد؟

الامتناع طبعًا؛ لأن الحجاب لا يمكن أن نساويه بالأشياء الأخرى التي يستعملها الإنسان لحاجة وقتية كالمظلة التي تقيه الشمس مثلا، بل هو جزء من شخصية المرأة المسلمة.

ما الذي قدمه المسلمون هناك لمساعدتك؟ وهل وجدتِ من يقف إلى جانبك؟

أكاد أجزم أن هذه الحادثة وحَّدت المسلمين في إسبانيا، حيث وقفوا صفًّا واحدًا للدفاع عن الحجاب، خاصة أن القانون الإسباني إلى جانبنا حيث يؤكد على الحرية الدينية. وبينما خاضت الجمعيات الإسلامية المسار القضائي والإعلامي، فقد قامت الأخوات المسلمات في هذا البلد بزيارتي في البيت ورفعوا من معنوياتي.

ما الذي قام به والدك كي تعودي للمعهد بحجابك؟

حرص والدي من البداية أن يكون القرار قراري وهو يساندني في أي خيار اخترته.

هل ينظر المجتمع الإسباني بعنصرية تجاه المحجبات؟ وما العقبات التي تقف أمام المحجبات في إسبانيا؟

من الخطأ أن نضع الجميع في سلة واحدة، بل من الموضوعية أن نقول إنه توجد بعض الأطياف، وإن كان طيف العنصرية في تصاعد بسبب الأزمة الاقتصادية. أما العقباتُ فبالأساس توجد في مجال العمل، ومنذ فترة تم طرد محامية من قاعة المحكمة بسبب ارتدائها للحجاب.

حرمانك من دخول المعهد هل دفعك إلى التفكير في نزع الحجاب؟

لا أبدًا، ولو كان شيء من ذلك ما تحملت العزل في قاعة الاستقبال داخل المعهد لمدة عشرين يومًا.

هل الحجاب يقف عائقًا أمام ممارسة المرأة المسلمة في إسبانيا لحياتها ونشاطاتها بشكل طبيعي؟

لا أبدًا، فأنا أمارس الرياضة مع قسمي وقد حصلت معهم على الكأس في لعبة الهوكي.

كيف تجدين تفاعل المجتمع والإعلام الإسباني مع قضيتك؟ وهلا ذكرتِ لنا أمثلة في ذلك؟

ينقسم المجتمع الإسباني إلى ثلاثة أقسام:

1. لا مبالٍ.

2. مُعادٍ؛ بدعوى الدفاع عن المرأة، وهم الأكثرية للأسف.

3.مساند بدافع الحرية الدينية والشخصية.
أما الأمثلة على المساندة، فالكنيسة عمومًا وقفت إلى جانب الحجاب، ووزير التربية نفسه رفض مناقشة الحجاب داخل المعاهد، مؤكدًا أن الأولوية بالنسبة إليه هو الدراسة، أي أن لا نحرم إنسانًا من الدراسة بأي سبب من الأسباب.

ليست هناك تعليقات: